للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الإرادة مجرد الإعجاب والارتياح والسرور الناشئة من العمل بدون فحص أو تدقيق. الإرادة عمل نفسي اختياري محض.

ولكن هنا يقوم اعتراض هائل على ذلك فإن الإنسان كثيراً ما يعمل أعمالاً لا تكون اللذة والارتياح البواعث الحقيقية في عملها.

يؤخذ الطالب إلى الكلية - مثلاً - ويرغم على إتباع قانون لا يرى من نفسه باعثاً عل العمل به ولكنه مرغم على العمل به وعدم مخالفته.

فماذا يكون ذلك؟ القانون طبعاً يتعارض مع حريتنا ومسراتنا التي يمكن أن تنجم عن الحرية المطلقة.

فهل يمكن أن نتبع القانون بارتياح ولذة أو بعبارة أخرى هل نشأت طاعتنا للقانون من اختيارنا المجرد الحر.

الجواب نعم. أطعنا كأنه من لوازمنا ومن الأمور الضرورية التي يجب عملها.

النظرية احتفلت هنا. قلنا أولاً أن القانون يتعارض مع ارتياحنا لطاعته ثم قلنا أننا نطيعه بارتياح ولذة فما سبب ذلك التناقض.

لا تناقض أبداً - إن حركة الاشمئزاز التي نقابل بها القانون لأول مرة. حالاً تقابل بل تخمد بحركة فكر وتعقل إن لم نطع القانون نطرد من المدرسة هذا هو الفكر المتبادر إلى الذهن عند معاكسة القانون.

فنرجح طاعتنا للقانون عند معاكسته والطرد من المدرسة وهذا الترجيح نوع من الاختيار الحر الذي يرافق إرادتنا.

ولما نقول أن الإنسان يباشر أعمالاً لا رغبة له في عملها يجب أن نذكر أن الرغبة محورة في الوسط الذي يحيط بنوع العمل ورغبتنا متوقفة على مقدار ما في العمل من الحرية واللذة.

مثال ذلك. إذا كنا أحراراً في إرادتنا المطلقة أو ما نسميه نحن الإرادة المطلقة إذا كانت توجد. إذا كانت لنا هذه الحرية فيمكننا أن نستمتع بأموال جيراننا. ولكن مع الأسف جاري ساهر على أمواله يحرسها. فهذه النقطة التي تعاكس رغبتي هي قيد من القيود الطبيعية للإرادة المطلقة التي خمدت في الإنسان ولا وجود لها الآن.