للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يفهم يوماً بعد يوم أنها كل رأس ماله من الوجود، وأنه متى أضاعها أضاع كل شيء بالنسبة إليه.

هذا هو أملنا المعقود برقي العالم. أما أملنا المعقود برقي الشرق فيتحقق يوم يدرك الشرقي معنى الحياة وتتنبه فيه روح العصبية. فلا يكون تسخيره أيسر على الماليين أو أرخص نفقة من تسخير الغربي. ولا يسهل على كل طامع أن يلتهم ما شاء من ثروته. والأمر بين اثنتين: فأما أن الشرق سيبقى هكذا إلى الأبد. أو أنه سيتقدم مع الزمان.

فأما بقاء نصف النوع الإنساني على هذا الحال من الانحطاط والمهانة أبد الآبدين. فمحال لا يجوز في نظر العقل. وأما أنه يتقدم مع الزمان فهذه سنة ليس في وسعه أن يقاومها. وليس في وسع أحد أن يحول تيارها عنه. فنحن إلى الرجاء أقرب منا إلى اليأس. وهكذا ينبغي أن نكون.

ولا ريب أن ذلك اليوم سوف يكون آخر يوم من عهد المال وأول يوم في عهد الحق والإخاء والسلام.

إن تلك الساعة آتية لا ريب فيها. ولكن كيف ومتى؟؟ قل علمها عند ربي.

عباس محمود العقاد