للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثمان صفحات من قصيدة دون جوان لشاعر الانكليز الأكبر اللورد بيرن ويقوم بترجمتها الكاتب السباعي وقد نشر منها إلى الآن، مائة واثنا عشرة صفحة بأرقام منفصلة عن أرقام البيان وقد عثرنا أثناء بحثنا عن الأسفار القديمة النافعة في المكتبة الخديوية على رسالة للفيلسوف العربي أبي علي ابن مسكويه أسماها كتاب السعادة وهي رسالة جليلة مفيدة في هذا الباب كما يرى القارئ ولذلك رأينا نشرها في صحائف مستقلة بأرقام غير أرقام البيان. وهي فيما نظن لا تتجاوز الثلاثين صفحة نشرنا منها في هذا العدد ثمانياً - أما رواية البيان فقد كنا عزمنا على أن ننشر في كل عدد من البيان رواية تامة لا تبتدي حتى تنتهي فيه بيد أن حرصنا على أن تكون روايات البيان من الروايات الأدبية المفيدة الباقية على الزمن الباقي - كثيراً ما يحول دون هذا العزم لندرة الروايات الأدبية القصيرة التي لا تتجاوز الست عشرة صفحة أو الأربعا وعشرين كما هو المقدار الذي يتسع له البيان. ومن هنا ابتدأنا في هذا العدد بنشر رواية وسط ليست بالقصيرة ولا بالطويلة غير أن البيان لا يتسع لنشرها كلها في عدد واحد. وهذه الرواية هي من الروايات الخالدة التي تعد في صف البؤساء واضرابها - قال الأستاذ أحمد الخازندار وهو مترجم (وليم تل) هذه وأحد خريجي مدرسة الحقوق الخديوية والمحترف بالمحاماة الآن وأحد رجالات الأقلام المفكرين في مصر.

وليم تل رواية تمثل جهاد أهالي سويسرة في طلب الاستقلال في القرن الرابع عشر وضعها الكاتب الألماني فريدريك شيلر وهي آخر مؤلفاته وأحسنها وقد نقلت إلى سائر اللغات الأوربية وهي وليدة شاعرين وثمرة فكرين ناضجين، فقد ولدها خيال شلر عمدة الكتاب، وحضنها جويتي نابغة الأدباء، نشرها الأول من محشر الأرواح ونفخ فيها روحاً من عنده، وهيأ الثاني مادتها وزار البقاع التي حدثت فيها مواقعها التاريخية شاء جويتي أن يصوغها ملحمة على الطراز الهوميري وشاء القدر غير ذلك فأبى إلا أن يتناولها شيلر بلباقته المعروفة ويخلق من حوادثها رواية تمثيلية من أندرما أخرجته القرائح

الرواية خالية من العواطف الكاذبة والتشبيه الصناعي ولكن الطبع يجري فيها وفي أشخاصها حتى لا تكاد تجد الشاعر يتطفل بعواطفه ليفسد شخصية أبطال الرواية.

وقد قال عنها المستر سايم أنها قوبلت بإعجاب واستحسان أشد من سابقاتها من مؤلفات