الخطار عربياً عصبياً أفرط عند ولايته في التعصب لقومه من اليمانية وتحامل على المضرية وأسخط قيساً وأمر في بعض الأيام بالصميل بن حاتم كبير القيسية وكان من طوالع بلج وهو الصميل بن حاتم بن شمر بن ذي الجوشن ورأس على المضرية فأقيم من مجلسه وتقنع فقال لع بعض الحجاب وهو خارج من القصر أقم عمامتك يا أبا الجوشن فقال إن كا لى قوم فسيقيمونها فسار الصميل بن حاتم أميرهم يومئذ وزعيمهم وألب عليه قومه واستعان بالمنحرفين عنه من اليمانية فخلع أبو الخطار سنة ثمان وعشرين لأربع سنين وتسعة أشهر من ولايته وقدم مكانه ثوابة بن سلامة الجذامي وهاجت الحرب المشهورة وخاطبوا بذلك عبد الرحمن بن حبيب صاحب إفريقية فكتب إلى ثوابة بعهده على الأندلس منسلخ رجب سنة تسع وعشرين فضبط الأندلس وقام بأمره الصميل واجتمع عليه الفريقان وهلك لسنة من ولايته ووقع الخلاف بإفريقية والتاث أمر بنى أمية بالمشرق وشغلوا عن قاصية الثغور بكثرة الخوارج وعظم أمر المسوّدة فبقى أهل الأندلس فوضى ونصبوا للأحكام خاصة عبد الرحمن بن كثير ثم اتفق جند الأندلس على اقتسام الإمارة بين المضرية واليمانية وأدالتها بين الجندين سنة لكل دولة وقدم المضريون على أنفسهم يوسف بن عبد الرحمن الفهرى سنة تسع وعشرين واستتم سنة ولايته بقرطبة دار الإمارة ثم وافته اليمانية لميعاد أدالتهم واثقين بمكان عهدهم وتراضيهم واتفاقهم فيتهم المروانى وكان وفد عليه من المشرق وكان أبوه عمر بن مروان بن الحكم في كفالة أخيه عبد العزيز بن مروان بمصر فلما دخلت المسوّدة أرض مصر خرج عبد الملك يؤم الأندلس في عشرة رجال من قومة مشهورين بالبأس والنجدة حتى نزل على عبد الرحمن سنة أربعين فعقد له على أشبيلية ولابنه عمر بن عبد الملك على مورور وسار يوسف إليهما وخرجا إليه ولقياه وتناجز الفريقان فكانت الدائرة على يوسف وأبعد المفر واغتاله بعض أصحابه بناحية طليطلة واحتز رأسه وتقدم به إلى الأمير عبد الرحمن فاستقام أمره واستقر بقرطبة وثبت قدمه في الملك. (للكلام بقية)
استدراك
أسلفنا عند الكلام على جزائر السعادات التى منها جزائر بريطانية (ومنها كما يظهر السويد والنرويج) والتى كان يخرج منها ناس يفال لهم المجوس يغيرون على الأندلس - إن