للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يلمعان وقلدته سنابل عقد من العقيان.

وبدا فوق منكبيها وعنقها زغب جثل غزير ولا أدرى أي جمال في تلك الجدل الفارعة خدعني أول مرة.

تقدمت فجاءة وأهويت فوق ذلك الجيد بقبضة يدي فخرّت فوق الأرض صريعة وفارقت الدار آبقاً فلما اشتملت علىّ دارى عاودتني حمى راجفة ألزمتني الفراش.

انتفض جرحى وأخطفنى ألمي وأقبل (ديزينيه) يعودني فقصصت القصة عليه وهو واجم يخطر في الحجرة حيران عجباً.

وراح يسألنى أتلك أولى حبائبك؟.

قلت لا. بل أخيرتهن!.

فلما كان الوهن متروحاً وأنا في نومة المضطرب سمعت كأنما في حلم نفساً صاعداً راجعاً ففتحت عينى فإذا هي جالسة بقرب سريري وذراعاها مشتبكتان كأنها شبح من الأشباح.

فصحت غير مغالب صيحة فرق ورعب إذ حسبتها أحد خيالات رأسى الملتهب ووثبت من سريرى إلى الناحية الأخري من الحجرة وأقبلت علىّ تقول وقد أخذتنى في أحضانها ومشت بي هذا أنا!.

فصحت بها ألا دعينى فإنى على ذبحك الساعة لقادر!

قالت مرحباً بالحبيب يذبحنى. لقد هجرتك وكذبتك وأنا فاجرة أثيمة، ولكننى أهواك ولا قدرة لى على نقدك.

فنظرت إليها لله ما كان أجملها!

رأيتها ترتجف وعيناها من ذهول الحب تفيض في سح وتسكاب وجيدها عار وشفتاها تلمعان.

فرفعتها بين ذراعى وقلت لها ليكن ما تشائين ولكنى أشهد الله المطلع إلينا وروح أبى أننى أذبحك الساعة وأقتل نفسى معك.

وأخذت سكيناً كانت فوق المدخنة فوضعتها تحت الوسادة. فقالت ضاحكة وهى تضمنى إليها، تعال يا أوكتاف، ولا تأت أمراً نزقاً، تعال يا طفلي الصغير، فإن مخاوفك لتردك وجعاً مهيضاً وأنت محموم، هلا أعطيتني السكين.