للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأراد مسيو إيزينيك أن يعود إلى فولترنو مرة أخرى ولكن القبطان آثر أن يلزم الزورق ضابطاً آخر وهو المسيو كوتيه.

ولم تمض عشر دقائق حتى رجع المسيو روسلوت بثلاثة من المسافرين وقفل راجعاً إلى نجدة غيرهم واقترب من زورق وقف على جنبه خلق كثيرون وإذا بهم قد ترامو مثل حب الغمام على زورقه، ولم يسع المسيو روسلوت إلا ن يبتعد منقذاً سبعة عشر نقل إلى الزورق الآخر سبعة منهم وفي الساعة الرابعة سحراً كان مجموع من أنقذتهم (تورين) اثنين وعشرين هذا وقد اضطرب البحر وتقاذف لجه ونحن مرتقبون طلوع النهار لنواصل الإسعاف والإنجاد.

فلما أشرق النهار - وكانت الساعة السادسة_اقتربت السفن جميعاً من فولترنو وقد قل الفزع، وسهل بعض السهولة إنقاذ المنكوبين، وفي منتصف الساعة الثالثة حيت السفن حطام فولترنو ومحترق آثارها وملتهب معالمها وأخذت كل سفينة طريقها يحملن ثلاثة عشر وخمسمائة مسافر.

وشهداء هذه المأساة يبلغون المائة والأربعين، ولو لم يقم بين المسافرين ذلك الفزع الأكبر والرعب الأشد اللذان استوليا على النفوس لاستطاعت السفن أن تنقذ الجميع.

وهؤلاء المهاجرين جمع مختلف من كل الأجناس والشعوب فيهم الروس والبلغار والنمساويون والبولانديون والجاليشيون (من أهل جاليشيا) وكانوا يحملون معهم كل ثروتهم ومتاعهم. وقد اعتاضوا عن العرض المتحول المتغير بنعمة الحياة، وكلهم يخاطب زميله بالبيت المشهور:

ورأس مالك وهي الروح قد سلمت ... لا تأسفن لشيء بعدها ذهبا

غش البرتقال

حكمت محكمة السين في باريس منذ أيام على بائعة حكماً صارماً إذ قبض عليها وهي تلون قشر البرتقال الفج بلون صناعي لا يختلف عن اللون الطبيعي المشاهد في البرتقال الناضج.

ولعمري أنها مهارة غريبة من البائعة تستوجب حكماً خفيفاً لا صارماً وماذا كان قضاة باريس يفعلون إذا رأوا باعتنا يغشون في أبسط السلع غشاً فاضحاً؟