للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّاس، وتقربوا إليه بالتدبير لكتابه وتفهمه والْعَمَل به والإِخْلاص، وتقربوا إليه بمجاهدة إبلَيْسَ لعنة الله ومخالفة الهوى والنفس الأمارة بالسُّوء والتفقَدْ لأحوالكم والتقوى فِي كُلّ أموركم وتقربوا إِلَى الله بأداء الأمانات، وتقربوا إليه بالإحسان إِلَى المسيء والإيثار على أنفسكم وإن كَانَ بكم خصاصة، وارغبوا فِي مكارم الأَخْلاق.

شِعْرًا: ... وَيَا سَائِلِي عَنْ حِرْفَتِي قُلْتُ حِرْفَتِي ... صِيَانَةُ أَوْقَاتِي بِطَاعَةِ خَالِقِي

فقَالَ لَقَدْ أَحْسَنْتَ تَصْرِيفَ مُدَّةٍ ... لِعُمْرِكَ فَالْزِمْهَا تَفُزْ بِالسَّعَادَةِ

وتقربوا إِلَى الله بالتواضع والابتعاد عَنْ الترفع على عباد الله الْمُؤْمِنِينَ، وتقربوا إِلَى الله بالفرح بمصائب الدُّنْيَا، والرِّضَا بقضاء الله وقدره وتقربوا إِلَى الله بالاستعداد للموت والبعث والنشور والحساب.

شِعْرًا: ... دَعِ التَّعْلِيلَ وَالتَّسْوِيفَ وَاقْبِلْ ... عَلَى مَوْلاكَ تَغْنَمْ نَيْلَ حَظِّ

أَدِمْ بِالْحَزْمِ إِقْبَلاً عَلَيْهِِ ... عَسَى تَحْظَى بِتَوْفِيقٍ وَحِفْظِ

وَنَقِّ الْقَلْبَ مِنْ شُِبُهَاةِ زَيْغٍ ... تَرَاهُ مَعْنَوِيًّا ثُمَّ لَفْظِي

وَرِدْ حَوْضَ الشَّرِيعَةِ مَعْ صَفَاءٍ ... وَجَانِبْ كُلَّ ذِي حَسَدٍ وَغَيْظِ

وَرَقِّ النَّفْسَ بِالْعُرْفَانِ تَزْكُو ... وَتَظْفَر بِالْمُنَى مِنْ كُلِّ وَعْظِ

وَاللهُ أَعْلَمُ وصلى الله على مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم.

(فَصْلٌ)

من أنفع الحياء أن تستحي من الله أن تسأله ما تحب وتأتى ما يكره. قَالَ بَعْضُهُمْ: ربما أصلي لله ركعتين فانصرف وأنَا من الخجل بمنزلة من ينصرف عَنْ السرقة حياء من الله عَزَّ وَجَلَّ لأني لم أوفها حقها.

قَالَ ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (الدُّنْيَا كُلّهَا غموم فما كَانَ مَنْهَا من سرور فهو ربح) . وقَالَ الجنيد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لست اسْتَبْشِعُ ما يرد علي لأني قَدْ أصلت أصلاً وَهُوَ أَنَّ الدُّنْيَا دار هم وغم وبَلاء وفتنة وإن العَالِم كله شر.

<<  <  ج: ص:  >  >>