للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شِعْرًا: ... يَمْشُونَ نَحْوَ بُيُوتِ اللهِ إِذَا سَمِعُوا ... اللهُ أَكْبَرُ فِي شَوْقٍ وَفِي جَذَلِ

أَرْوَاحُهُمْ خَشَعَتْ للهِ فِي أَدَبِ ... قُلُوبُهُمْ مِنْ جَلالِ اللهِ فِي وَجَلِ

نَجْوَاهُمُ رَبَّنَا جِئْنَاكَ طَائِعَةً ... نُفُوسَنَا وَعِصْيَانَا خَادِعَ الأَمَلِ

إِذَا سَجَى اللَّيْلُ قَامُوهُ وَأَعْيُنُهُمْ ... مِنْ خَشْيَةِ اللهِ مِثْلَ الْجَائِدِ الْهَطَلِ

هُمُ الرِّجَال فَلا يُلْهِيهِمْ لَعِبٌ ... عَن الصَّلاةِ وَلا أَكْذُوبَةُ الْكَسَلِ

آخر: ... لا فِي النَّهَارَ وَلا فِي اللَّيْلِ لِي فَرَحٌ ... فَمَا أُبَالِى أَطَالَ اللَّيْلُ أَمْ قَصُرَا

لأَنَّنِي طُولَ لَيْلِى هَائِمٌ دَنِفٌ ... وَبِالنَّهَارَ أُقَاسِي الْهَمَّ وَالْفِكَرَا

آخر: ... لَعَمْرِي لَقَدْ نُودِيتَ لَوْ كُنْتَ تَسْمَعُ ... أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْمَوْتَ مَا لَيْسَ يَدْفَعُ

أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّاسَ فِي غَفَلاتِهِمْ ... وَأَنَّ الْمَنَايَا بَيْنَهُمْ تَتَقَعْقَعُ

أَلَمْ تَرَ لَذَّاتِ الْجَدِيدِ إِلَى الْبَلَى ... أَلَمْ تَرَ أَسْبَابَ الأُمُورِ تَقَطَّعُ

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْمَوْتَ يَهْتَزُّ سَيْفُهُ ... وَأَنَّ رِمَاحَ الْمَوْتِ نَحْوَكَ شُرَّعُ

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الوَقْتَ فِي كُلِّ سَاعَةٍ ... لَهُ عَارِضٌ فِيهِ الْمَنِيَّةُ تَلْمَعُ

أَيَا بَانِي الدُّنْيَا لِغَيْرِكَ تَبْتَنِي ... وَيَا جَامِعَ الدُّنْيَا لِغَيْرِكَ تَجْمَعُ

وَاللهُ أَعْلَمُ وصلى الله على نبينا مُحَمَّد وعلى آله وصحبه وسلم.

وقَالَ رجل لمُحَمَّد بن سيرين: أوصني. فقَالَ: لا تحسد أَحَدًا فإنه إن كَانَ من أَهْل النار فَكَيْفَ تحسده على دنيا فانية مصيره بعدها إلى النار، وإن كَانَ من أَهْل الْجَنَّة فاتبعه فِي إعمالها واغبطه عَلَيْهَا فَإِنَّ ذَلِكَ أولى من حسدك لَهُ على الدُّنْيَا.

وقَالَ رجل للحسن البصري: أوصني. فقَالَ: لا تذنب فتلقى نفسك فِي النار من إِنَّكَ لو رَأَيْت أَحَدًا يلقى برغوثًا فِي النار لا نكرت عَلَيْهِ، وأَنْتَ تلقى نفسك فِي النار كُلّ يوم مرات، ولا تنكر عَلَيْهَا. ومن ذَلِكَ حسن أدبهم مَعَ الصغير والكبير ومَعَ الْبَعِيد فضلاً عَنْ القريب.

والأصل فِي الأَدَب شهود النقص فِي النفس والكمال فِي الغير عكس من

<<  <  ج: ص:  >  >>