مُجَانِبًا لِلإِثْمِ وَالْعِصْيَانِ ... مُخَالِفًا لِلنَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ
مُلازِمًا تِلاوَةَ الْقُرْآنِ ... مُسْتَعْصِمًا بِالذِّكْرِ مِنْ نِسْيَانِ
مُرَاقِبًا للهِ فِي الشُّؤُونِ ... مُحَاذِرًا مِنْ سَائِرِ الْفُتُونِ
مُجَانِبًا رَذَائِلَ الأَخْلاقِ ... مُجَافِيًا كُلا عَدَا الْخَلاقِ
مُحَارِبًا لِنُزْعَةِ الضَّلالِ ... وَصَوْلَةِ الأَهْوَاءِ وَسُوءِ الْحَالِ
فَإِنْ أَرَدْتَ الْفَوْزَ بِالنَّجَاةِ ... فَاسْلُكْ سَبِيلَ الْحَقِّ وَالْهُدَاةِ
يَا مَنْ يَرُومُ الْفَوْزَ فِي الْجَنَّاتَ ... بِالْمُشْتَهَى وَسَائِرِ اللَّذَّاتِ
انْهَضْ إِلَى السَّجَدَاتِ فِي الأَسْحَارِ ... وَاحْرِصْ عَلَى الأَوْرَادِ وَالأَذْكَارِ
وَاحْذَرْ رِيَاءَ النَّاسِ فِي الطَّاعَاتِ ... فِي سَائِرِ الأَحْوَالِ وَالأَوْقَاتِ
وَاخْتَرْ مِنَ الأَصْحَابِ كُلَّ مُرْشِدِ ... إِنَّ الْقَرِينَ بِالْقَرِينَ يَقْتَدِي
وَصُحْبَةُ الأَشْرَارِ دَاءٌ وَعَمَى ... تَزِيدُ فِي الْقَلْبِ السَّقِيمَ السَّقَمَا
فَإِنْ تَبِعْت سُنَّةَ النَّبِي ... فَاحْذَرْ قَرِينَ السُّوءِ وَالدَّنِي
وَاخْتَرْ مِنَ الزَّوْجَاتِ ذَاتِ الدِّينِ ... وَكُنْ شُجَاعًا فِي حِمَى الْعَرِينِ
وَزَوِّدْ الأَوْلادَ بِالآدَابِ ... تَحْفَظْ قُلُوبَهُم مِن الأَوْصَابِ
وَهَذِّبِ النُّفُوسَ بِالْقُرْآنِ ... وَلا تَدَعْهَا نُهْبَةَ الشَّيْطَانِ
وَاحْرِصْ عَلَى مَا سُنَّةُ الرَّسُولُ ... فَهُوَ الْهُدَى وَالْحَقُّ إِذَا أَقُولُ
دَعْ عَنْكَ مَا يَقُولُهُ الضُّلالُ ... فَفِيهِ كُلَّ الْخُسْرِ وَالْوَبَالُ
وَأَصْدَقُ الْحَدِيثِ قَوْلُ رَبِّنَا ... وَخَيْرُ هَدْيِ اللهِ عَنْ نَبِيِّنَا
يَا أَيُّهَا الْغَفْلانُ عَنْ مَوْلاهُ ... انْظُرْ بِأَيِّ سَيِّءٍ تَلْقَاهُ
أَمَا عَلِمْتَ الْمَوْتَ يَأْتِي مُسْرِعًا ... وَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى
وَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مِنْ بَعْدِ الأَجَلْ ... إِلا الَّذِي قَدَّمَهُ مِنَ الْعَمَلْ
فَبَادِرِ التَّوْبَةَ فِي إِمْكَانِهَا ... مِنْ قَبْل أَنْ تُصَدَّ عَنْ إِتْيَانِهَا