وَمَنْ كَفَرَ الأَنْعَامَ وَاتَّبَعَ الْهَوَى ... فَفِي بِدْئِهِ بَلْهَ الْقِيَامَةِ طَائِحُ
وَذَاكَ بِأَنْ قَدْ بين الدِّين فِي امْرِئ ... لَنَا نَسُبًا نَعْلُو بِهِ وَنُطَامِحُ
فَإِنْ نَحْنُ آوَيْنَاهُ نَنْصُرُ قَوْلَهُ ... نَفُزْ وَنَحْزُ نَعْمَاهُ وَالْكُلُّ فََالِحُ
وَأَنْ قَدْ أَضَعْنَاهُ أَفَادَ بِغَيْرِنَا ... مَصَائِبُ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ مَصَالِحُ
وَلَوْ نَفَعَتْ قرُبَى فَقَطْ فِيهِ مَا رَدَى ... أَبُو طَالِبٍ عَمُّ النَّبِي وَتَارِحُ
وَمَا ضَرَّ شَمْسًا أَنْ نَفَى الْعَيْنَ ضَوءَهَا ... وَمَا ضَرَّ حَوْضًا أَنْ أَبتهُ الْقَوَامِحُ
أَطَايِبُ أَرْضٍ تُخْرِجُ النَّبْتَ رَئِعًا ... بِإِذْنِ الإِلِهِ إِنْ أَفَاضَتْ دَوَائِحُ
وَلَوْ هَمَعْتْ دِيمًا لَمَا أَنْبَتَتْ وَلَوْ ... بَسَابِسَ نَبْتٍ في الأرْاضِي المَوَالِحُ
فَلا يَمْنَعُ الإِرْشَادَ عُدْمُ قُبُولِهِمْ ... فَمَدْخَلُهُمْ مَوْلاهُمْ أَنْتَ فَاتِحُ
فَإِنَّكَ إِنْ بَلَّغْتَهمُ ضَاعَ عُذْرُهُمْ ... فَسَاقِيهِمُ الْمَولَى فَإِنَّكَ جَادِحُ
مُطِيعُ لِمَا قَدْ قَالَهُ سَيِّدُ الْوَرَى ... بِهِ بَلِّغُوا عَنِّي أَتَتْهُ صَحَائِحُ
وَأَمْرُ بِمَعْرُوفٍ وَنَهْيٌّ لِمُنْكَرٍ ... عَلَى شَرْطِه لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ قَارِحُ
وَفَهمهُمُوا مَا يَلْزِمُ الْمَرْءَ عَقْدُهُ ... مِن الدِّينِ مِمَّا سَهَّلَتْهُ الْقَرَائِحُ
وَغُسْلاً وَضُوءًا أَوْ صَلاةً زَكَاتُهُمْ ... وَصَوْمًا وَبَيْعًا ثُمَّ كَيْفَ يُنَاكِحُ
وَوَاجِبُهَا مَسْنُونُهَا مُسْتَحَبّهَا ... وَمَنْهِيُّهَا فَالْكُلُّ فِي الْكُتْبِ وَاضِحُ
وَكَيْفَ تُرَاعَى نِيَّةٌ فِي جَمِيعِهَا ... لِيَرْعَاهُ ذُو فَهْمٍ يُطِيعُكَ لائِحُ
وَكَيْفَ التَّخَلِّي عَنْ صِفَاتٍ ذَمِيمَةٍ ... وَكَيْفَ التَّحَلِّي بِالْحَمِيدَةِ نَاصِحُ
بِنَفْسِكَ فَابْدَأْ حَائِدًا عَنْ هَوَى الْهَوَى ... لَدَى سَوْمِهَا تَرْعَى وَإِنَّكَ كَابِحُ
أَضَرَّ عَدُوٍّ مَنْ بِدَارِكَ سَاكِنٌ ... مُطِيعٌ لِشَيْطَانِ وَلِلدِّينِ قَابِحُ
سَلامَةُ عَيْبِ النَّفْسِ عَزَّتُ لِمَالِهَا ... يَكُونُ خِلالُ الْمُنْكَرَاتِ الْمَسَارِحُ
فَلا تَسْتَطِيعُ التَّرْكَ عَنْ شَهَوَاتِهَا ... وَلَمْ تَحْتَمِلْ ذُلاً كَذَاكَ السَّبَادِحُ