عباد الله إن الشفقة والرأفة على خلق الله وخصوصًا اليتيم والمسكين والأرملة أثر من آثار الرحمة التي يجعلها الله فِي قلوب بعض عباده، فقل لي أيها الأخ مَا الذي عندك مِنْهَا فإن كنت رحيمًا بعباد الله فلك البشرى والهناء بهذا الخلق الكريم الذي هو سبب لسعادتك فِي يوم الحسرة والندامة، ذلك أن الرحيم يعامله المولى جل وعلا برحمته قال تعالى:{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} فالراحمون يرحمهم الله.
وقال صلى الله عليه وسلم:«من لا يرحم الناس لا يرحمه الله» . وقال صلى الله عليه وسلم:«من لا يرحم لا يرحم» . وإن كنت قاسيًا عوملت بالقسوة {جَزَاء وِفَاقاً}{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} والله سبحانه وتعالى لا يغفل عن أعمال عباده، وتظهر دلائل رحمتك فِي معاملتك لليتيم والمسكين والأرملة، وفي معاملتك مع أهلك، فإنهم يعيشون طول حياتهم عندك أن كنت رحيمًا أو قاسيًا.
وتظهر رحمتك أيضًا فِي معاملتك إخوانك فإنهم يجدونك إن كنت رحيمًا لين الجانب سهلاً بشوشًا لحوائجهم وتظهر فِي معاملتك لبهائمك