للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الأرض كثير من هذه البليات، فعود نفسك الرحمة أيها المؤمن، فإنك فِي حاجة شديدة إِلَى رحمة الله، وعالج نفسك فِي تهذيبها وتمرينها على الرحمة وإذهاب القسوة، واحرص على مقارنة الرحماء لتكسب مِنْهُمْ هذه الصفة وتسلم من ضدها قال صلى الله عليه وسلم: «لا تنزع الرحمة إلا من شقي» .

الرَّاحِمُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمُهمْ

مَنْ فِي السَّمَاءِ كَذَا عَنْ سَيِّدِ الرُّسُلِ

فَارْحَمْ بِقَلْبِكَ خَلْق اللهِ وَارْعَهُمُ

بِهِ تَنَالُ الرِّضَا وَالْعَفْوُ عَنْ زَلَلِ

اللهم وفقنا لسلوك سبيل أهل الطاعة وارزقنا الثبات عليه والاستقامة وعافنا من موجبات الحسرة والندامة وأمنا من فزع يوم القيامة واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله محمد وعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ)

اعلم وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه من الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة أن الرحمة بالناس بل وبالحيوان عاطفة نبيلة وخلق شريف من أفضل الأعمال وأزكاها وأرفعها وأعلاها وناهيك بها أنها خلق الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين.

ولقد مدح الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه فِي وصف رسوله: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وضدها القسوة التي عاقب الله بها اليهود لما نقضوا العهود إذ يقول جل وعلا: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} .

<<  <  ج: ص:  >  >>