للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهَؤلاءِ منهم مَن كَذَّبَ الرسولَ بالكَلية، ومنهم من صدَّقَه بالقول ولكنَهُ لم يَشْتَغِلْ بمعرفةِ مَا دَلَّ عليه ولا بالعمل بِهِ. وهَؤلاءِ عُمُومُ الخلق المعرِضُونَ عن العِلم والعَمَلِ.

ومنهم الكُفارُ والمنافقونَ ومنهم العُصَاةُ الظالمون لأَنفسِهِم فلا يَشعُرون إِلا وقد طرقَهُم داعِي الملِكِ فأجْلاهم عن أوطانِهمِ واسْتَدعَاهُم إلى الملِكِ فقَدِمُوا عَليهِ قُدُوْمَ الآبقِ على سيدِهِ الغضبانِ عليه.

فإذا تَأَملَّتَ أقسامَ الناسِ المذكوُرة لَم تَجدْ أَشَرفَ ولا أَقْربَ عندَ الملِكِ مِن العُلماء الرَّبانيين. فَهُم أفضَلُ الخلقِ بعد المَرُسَلِين صلواتُ الله وسلامُه عليهِم أجمعين أ. هـ.

خُزَّانُ وَحْي اللهِ لَمْ يُرَى غَيْرُهُم ... أَهْلاً لِحِفْظَ كَلامِهِ المُخْتارِ

لَكِنْ عَلَيْهم أَنْ يَقُومُوْا بالذِي ... فيهِ مِن المَشْرُوْع لِلْأَبْرَار

صِدْقٌ وإِخْلَاصٌ وحُسْنُ عِبَادَةٍ ... وقِيَامُ لَيْلٍ مَعْ صِيَامِ نَهَارِ

وتَوَرُّعٍ وتَزَهُّدٍ وتَعَفُفٍ ... وتَشَبُّهٍ بِخَلائِقِ الأَخْيَارِ

ودِيَانَةٍ وصِيَانَة وأَمَانَةٍ ... وتَجَنُّبٍ لِخَلائِقِ الأَشْرارِ

وأَدَاءِ فَرْضٍ واجْتِنَاب مَحَارِمٍ ... وإِدَامَةٍ لِلْحَمْدِ والأَذْكارِ

يَا حَامِل القُرآنِ إنْ تَكُ هَكَذا ... فَلَكَ الهَنَاءُ بِفوْزِ عُقْبَى الدَّارِ

وَمَتَى أَضَعْتَ حُدُوْدَهُ لم تَنْتَفَِعْ ... بحُرُوْفِهِ وسَكَنْتَ دَارَ بَوَارِ

اللهُمَّ عَلِمّنَا ما يَنْفَعُنَا وانفَعْنَا بما علَّمْتَنَا وَبَارِكْ لنا في عُلُومِنَا وأَعمالِنا وأَعمارِنا وأَصْلحْ نِياتِنَا وذُرّيَاتِنا واغفِرْ لنا ولِوَالِدينا ولجِميع المسلمين برحمْتَِك يا أرحمَ الراحمينَ وصلى اللهُ على محمدٍ وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>