للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يَذْهَبُ إلى ما أقامَهُ اللهُ فيه مِن الأسبابِ فإِذا حَضرَ فرْضُ الظُهرِ بادَرَ إلى التَّطََهُّر والسعي إلى الصف الأولِ مِن المسجدِ فَأدّى فَريْضَتَهُ كما أُمِرَ مُكَمِّلاً لها بِشَرَائِطِهَا وأركانِهِا وسُنَنِها وحَقَائِقِهَا الباطِنةِ مِن الخشوعِ والمُرَاقبةِ والحُضُورِ بين يَدَي الرب.

فَيَنْصرِفُ مِن الصلاةِ وقد أَثَّرَتْ في قلْبه وبَدَنِهِ وسائر أحْوَالِهِ آثاراً تَبْدُو على صَفَحَاتِهِ وِلِسِانِهِ وجَوارِحِهِ ويجَدُ ثَمَرتَهَا في قلبهِ من الإنابة إلى دارِ الخُلود والتجافي عن دار الغرور وقِلَّةِ التكَالبِ والحِرص على الدنيا وعَاجِلها.

قَد نهَتهُ صَلاتُه عَن الفحشاءِ والمنكر وَحَبَّبَتْ إليه لِقاءَ اللهِ ونَفَّرتْهُ عن كُلِّ قَاطِعٍ يَقْطَعُه عن اللهِ فَهُو مَغْمُومٌ مَهْمُومٌ كَأَنَّهُ في سِجْنٍ حتى تحْضُرَ الصلاةُ.

فإِذا حَضَرَتْ قَام إلى نعَيْمِهِ وسُرُورِه وقُرةِ عينه وحَيَاةِ قلبهِ فهو لا تطيبُ له الحياة إلا بالصلاةِ هذا وهُم في ذلك كُلِّهِ مُرَاعُونَ لِحْفِظِ السُنن لا يُخِلُّونَ منها بِشئٍ ما أَمكَنَهُم.

فَيَقْصُدُوْنَ مِن الوُضوءِ أكمله ومِن الوقتِ أَوَّلَه ومِن الصفوف أوَّلَهَا عن يمينِ الإمامِ أو خلفَ ظهره.

ويأتونَ بعد الفريضة بالاذكارِ المشروعةِ كالاستغفارَ ثلاثاً وقولِ اللهُم أنت السلامُ ومنكَ السلامُ تَباركتَ يا ذا الجلالِ والإِكرامِ.

وقول لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لَهُ لَهُ المُلكُ ولَهُ الحمدُ وهو على كل شئ قدير اللهُم لا مانعَ لما أَعْطَيْتَ ولا معطي لما مَنَعتَ ولا ينفعُ ذا الجدِ منكَ الجدُ لا إلهَ إلا اللهُ ولا نعبدُ إلا اياهُ له النعمةُ وله الفضلُ وله الثناءُ الحَسَنُ لا إِله إلا اللهُ مخلصينَ له الدينَ ولو كره الكافرون.

ثم يُسبِحُونَ ويحَمدُون ويُكَبِرونَ تِسعاً وتِسعينَ ويَخْتِمُونَ المائةَ بلا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ وله الحمدُ وهو علي كل شئٍ قدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>