للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظاهِرُ فَليْسَ فَوقَكَ شَئٌ وأنْتَ الباطنُ فَلَيْسَ دُوْنَكَ شَئٌ إقض عني الدينَ وأَغْنِني مِن الفقرِ.

وبالجُملَة فَلا يَزَالُ يَذْكُر الله على فراشِهِ حتى يَغْلِبَهُ النومُ فهذا نَوْمُهُ عِبَادَةٌ وزَيادَةٌ لَه مِن قُربِهِ مِن اللهِ.

فإِذا اسْتَيْقَظَ عاد إِلى عَادتِهِ الأُوْلَى وَمَعَ هذا فَهُوَ قائمٌ بِحقُوقُ العِبادِ مِن عِيادَةِ المَرْضَى وتَشْيِيْعٍ الجنائِز وإِجَابةِ الدَّعْوَةِ والمُعَاوَنَة لهم بالجاه والبدن والنفس والمال وزِيارَتِهِم وتفَقُدِهِم. وقائمٌ بِحِقُوقِ أَهْلِهِ وعِيالِه.

فَهُوَ مُنَتَقلٌ في مَنَازِلِ العُبُودِيةِ كَيفَ نقلَهُ فِيها الأَمْرُ فإِذا وَقَعَ مِنه تَفِرْيطٌ في حَقٍ مِن حُقُوقِ اللهِ بادَرَ إِلى الاعتذارِ والتوبةِ والاستغفارِ ومَحْوِهِ ومُدَاوَاتِهِ بِعَمَلٍ صَالحٍ يُزيلُ أَثَرَهُ فهذا وَظِيفَتُهُ دَائِما.أهـ.

وقال إنَ شُرورَ الدُنْيَا والآخِرَة إِنما هُو الجهلُ بما جاء به الرسول ? والخروجُ عنه.

وهذا بُرهانُ قاطع على أنْ لا نجاةَ لِلْعَبدِ ولا سَعادةَ إلا بالاجتهاد في مَعْرِفَةِ ما جَاءَ به الرسول ? علْماً والقيامِ به عَمَلاً.

وكمالُ هذه السَّعَادَةِ بأَمْرَين أَحَدُهما دعوة الخلق إليه، والثاني صَبْرُهُ واجتهادُهُ عَلى تِلكَ الدعوة.

فانحصَرَ الكمالُ لِلإِنسان على هذه المراتب الأربع.

أَحَدُهَا العلمُ بما جاء به النَّبي ?.

والثانيةُ العملُ به.

والثالثةُ نَشْرُهُ في الناس والدعوة إليه.

والرابعةُ صَبْرُهُ وجهادُهُ في أدَائِهِ ونتنفِيْذهُ ومَن طَلَعَتْ هِمَّتُهُ إلى مَعْرفَةِ ما كان عليه الصحابةُ رضي اللهُ عنهم وأرَادَ اتِبَاعهمُ فهذِهِ طريقتُهُم حَقَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>