للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}

وصحةُ الاقتداء بالرسول لِقاحُ الإِخلاصِ فإذا اجتمعا أَثمرَا قبولَ العملِ والاعتدادَ بِهِ.

والعملُ لِقَاحُ العِلَم فإذا اجتمعا كان الفلاحُ والسعادةُ، وإن انفردَ أَحَدَهُمَا عن الآخرِ لم يُفِد شيئاً.

والحلمُ لِقاحُ العِلم، وإنْ انفردَ أَحَدُهُمَا عن صاحبِهِ فِاتَ النفعُ والانتفاعُ.

والعزيمةُ لِقاحُ البصِيرةِ، فإذا اجتمعا نَالَ صَاحِبُهُمَا خَيْرَ الدنيا والآخِرة، وحصَل الانتفاعُ بِعلم العَالِمِ، وبَلَغَتْ بِهِ هِمتهُ مِن العلياء كُلَّ مكان وإِنْ انفردَ أَحَدُهُمَا عن صاحبِهِ فِات النفعُ والانتفاعُ.

فَتَخَلُّفُ الكَمَالاتِ إِمَّا مِن عَدَمِ البَصِيرةِ، وإِمَّا مِن عَدَمِ العَزِيمةِ، وحُسْنُ القَصْدِ لِقَاحُ لِصِحَّةِ الذُهْنِ، فإذا فُقِدَا فُقِدَا الخيرُ كَلُه، وإذا اجْتَمَعَا أثمرَا أنواعَ الخيرات.

وصِحةُ الرَّأْي لِقَاحُ الشجاعَةِ، فإِذا اجْتَمَعَا، كان النَّصْرُ والظَّفَرُ، وإِنْ فُقدَا فالخُذْلانُ والخيبة. وإن وُجدَ الرأيُ بلا شَجَاعَةٍ فالجُبنُ والعَجْزُ، وإن حَصَلتْ الشجاعةُ بلا رَأيٍ، فالتَّهَوُرُ والعَطَبُ.

والصَّبْرُ لِقَاحُ البصيرةِ، فإذا اجتمعا فالخَيرُ في اجْتِمَاعِهِمَا. قال الحسنُ: إذا شئتَ أَنْ تَرى بَصْيراً لَهُ رَأَيتَه، وإذا شئتَ أن ترى صَابراً لا بَصْيرَةَ لَه رَأَيتَه، فإذا رأَيتَ صابِراً بَصِيْراً فذاكَ.

والنصيحةُ لِقَاحُ العَقْل، فكُلما قَوِيَتِ النصيحةُ قَويَ العَقلُ واستنَارَ.

والتذكُرُ والتفكرُ كُلٌ منهما لِقَاحُ الآخَرَ، إذا اجتمعا أَنتجا الزُهْدَ في الدنيا. والرغبةَ في الآخِرةِ.

والتقوى لِقَاحُ التوكلِ، فإذا اجتمعا اسْتَقَامَ القلبُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>