للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الأدلة العقلية الدالة على البعث دلالة قاطعة بمجرد نظر العاقل إليها يستدل بها استدلالاً لا يقبل الشك والشبهة بوقوع ما خبرت به الرسل من البعث خلق السماوات والأرض على عظمها فكل منصف يعلم بالبداهة الحسية أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق النَّاس في ابتدائهم وإعادتهم.

وورد بعدة آيات الاستدلال بخلق السماوات والأرض على قدرة الله تَعَالَى على إحياء الموتى قال تَعَالَى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} بهذه الآية أكد جَلَّ وَعَلا صحة البعث، المعنى أن ابتداء الخلق لم يعجز الله والإعادة أسهل من الابتداء والكل على الله هين {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ، فلا مجال للشك في الإعادة عِنْدَ من يقر في الابتداء.

وَقَالَ جلا وعلا مخبرًا عما قاله الكفار الَّذِينَ يستبعدون البعث ورادًا عَلَيْهمْ: {أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ}

وقَدْ أمر الله رسوله ? أن يجيبهم ويعرفهم قدرته على بعثه إياهم بعد مماتهم وإنشائه لَهُمْ كما كَانُوا قبل بلائهم خلقًا جديدًا على أي حال كَانُوا عظامًا أو رفاتًا أو حجارة أو حديدًا أو خلقًا مِمَّا يستبعد عندكم قبوله للحياة فإن الله على كُلّ شَيْء قدير، لا يعجزه إعادتكم مهما تحولتم وتمزقتم وتفرقتم {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ} .

شِعْرًا: ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْ عَلِمْتَ بِهَوْلِهِ ... لَفَرَرْتَ مِنْ أَهْلٍ وَمِنْ أَوْطَانِ ... ????

???? ... يَوْمَ تَشَقَّقَتِ السَّمَاءُ لِهَوْلِهِ ... وَتَشِيبُ مِنْهُ مَفَارِقُ الْوِلْدَانِ ... >?

????

????

<<  <  ج: ص:  >  >>