للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثابتين وَاجْعَلْنَا ممن يأخذ كتابه باليمين وَاجْعَلْنَا يوم الفزع الأكبر من الآمنين ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(فَصْلٌ)

ومن توهمَاتَ المنكرين للبعث أن من يموت يضل رفاته في الأرض فتذهب صورته وصفاته فَكَيْفَ يرجع الله هذه الذوات والصفات وكيف يجمَعَ هذه الذرات المتفتتة من عظامهم وأثر هَذَا التوهم الفاسد يظهر في توهمهم أن علم الله غير محيط بكل صغير وكبير من أعداد الَّذِينَ يموتون من النَّاس وغير محيط بصفاتهم وأوصافهم وأعمالهم.

وقَدْ ذكر الله جَلَّ وَعَلا مقالتهم الفاسدة التي تدل علي التوهم من توهماتهم قال تَعَالَى حكاية عنهم: {وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} وهؤلاء قاسوا قدرة الخالق الَّذِي بدأهم أول مرة على قدرة المخلوق العاجز.

وشتان ما بين القدرتين {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ} .

ثُمَّ زَادَ في النعي عَلَيْهمْ والإنكار لآرائهم بقوله: {بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} أي تعدوا ذَلِكَ إلى الجحود بلقاء ربهم وذكر الله جَلَّ وَعَلا مقالتهم هذه في سورة سبأ وهم أتوا بها على وجه الاستهزاء والتهكم والتكذيب والاستبعاد والإنكار.

<<  <  ج: ص:  >  >>