للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} أي إنه يَقُولُ إذا أكلتكم الأرض وصرتم رفاتًا وعظامًا وقطعتكم السباع والطير ستحيون وتبعثون ثُمَّ تحاسبون عىي ما فرط منكم من صالح الْعَمَل وسيئه.

وإن أمره دائر بين أمرين إما أن يكون مفتريًا علىآ الله وإما أن يكون مجنونًا فرد الله عَلَيْهمْ مقالتهم وأثَبِّتْ لَهُمْ ما هُوَ أشد وأنكى فَقَالَ: {بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ} أي لَيْسَ الأَمْر كما زعموا ولا كما ذهبوا إليه.

بل إن محمدًا ? صادق فيما أخبر به من البعث وهم في شقاء عذابٌ في حياتهم من داخل نفوسهم كفرٌ وشكوك وأوهام وفي الآخرة إذا بعثوا ذاقوا ألوان الْعَذَاب لأنهم مجرمون متمردون على الحق وهم في الضلال الْبَعِيد الدال على عدم استبعاد البعث وَهُوَ أنهم لو نظروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض فرأوا من قدرة الله فيهما ما يبهر العقول ومن عظمته ما يذهل العلماء الفحول ولكنهم كما قال تَعَالَى: {وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} وَقَالَ عما قاله نوح عَلَيْهِ السَّلام: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} .

... وَفِي الْكَوْنِ مِنْ سِرِّ الْوُجُودِ عَجَائِبٌ

أَطَلَّ عَلَيْهَا الْعَارِفُونَ وَأَشْرَفُوا ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>