للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهَذَا غَيْرُ المعني المذكور فِي قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} فإن ذَلِكَ عام لكل جماعة.

ومن هَذَا المعني الْخَاص الْحَدِيث الالهي وقوله فِيه: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه فإِذَا أحببته كنت سمعه الَّذِي يسمَعَ به وبصره الَّذِي يبصر به ويده التي يبطش بِهَا ورجله التي يمشي بها " إلي غَيْرَ ذَلِكَ من نصوص اْلكِتَاب والسنة الدالة عَلَى قرب الرب سُبْحَانَهُ ممن أطاعه واتقاه وحفظ حدوده وراعاه.

دخل بنان الحمال البرية عَلَى طَرِيق تبوك فاستوحش فهتف به هاتف: لم تستوحش؟ ألَيْسَ حبيبك معك؟ فمن حفظ الله وراعي حقوقه وجده أمامه وتجاهه عَلَى كُلّ حال فليستأنس به وليستغن به عن خلقه.

وفِي الْحَدِيث: " أفضل الإيمان أن يعلم الْعَبْد أن الله معه حيث كان " أخرجه الطبراني وغيره وبسط هَذَا القول يطول جداً.

كَانَ بعض العِلماء الربانيين كثير السفر وحده فخرج النَّاس مرة معه يودعونه فردهم.

اللَّهُمَّ يا من خلق الإنسان فِي أحسن تقويم وبقدرته التي لا يعجزها شَيْء يحيي العظام وهي رميم. نسألك أن تهدينا إلي صراطك المستقيم صراط الَّذِينَ أنعمت عَلَيْهمْ من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن تغفر لنا ولوالدينا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِيْنَ الاحياء مِنْهُمْ والميتين بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وعَلَى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>