قال خليد العصري: إن كُلّ حبيب يحب أن يلقي حبيبه فأحبوا ربكم وسيروا إليه مسيراً جميلاً لا مصعداً ولا مميلاً، فغاية السير يوصل المُؤْمِن إلي ربه، ومن لا يعرف الطَرِيق إلي ربه لم يسلك إليه فِيه، فهو والبهيمة سواء.
قال ذو النون: السفلة من لا يعرف الطَرِيق إلي الله ولا يتعرفه. والطَرِيق إلي الله هُوَ سلوك صراطه المستقيم الَّذِي بعث الله به رسوله وأنزل به كتابة وأمر الخلق كلهم بسلوكه والسير فيه.
قال ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عنهُ: الصراط المستقيم، تركنا مُحَمَّد ? فِي أدناه وطرفه فِي الْجَنَّة، وعن يمينه جواد وثُمَّ رِجَال يدعون من مر بِهُمْ، فمن أخذ فِي تلك الجواد انتهت به إلي النار، ومن أخذ عَلَى الصراط انتهي به إلي الجنة. ثُمَّ قَرَأَ:(وأن هَذَا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) أخرجه ابن جرير وغيره.
فالطَرِيق الموصل إلي الله واحد، وَهُوَ صراطه المستقيم، وبقية السبل كُلّهَا سبل الشيطان، من سلكها قطعت به عن الله، وأوصلته دار سخطه وغضبه وعقابه، فربما سلك الإنسان فِي أول أمره عَلَى الصراط المستقيم ثُمَّ ينحرف عنهُ آخر عمره فيسلك بعض سبل الشيطان فيقطع عن الله فيهلك.
"إن أحدكم ليعمل بعمل أَهْل الْجَنَّة حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أو باع فيعمل بعمل أَهْل النار فيدخل النار" وَرُبَّمَا سلك بالرجل أولاً بعض سبل الشيطان ثُمَّ تدركه السعادة فيسلك الصراط المستقيم فِي آخر عمره فيصل به إلي الله.