فإِذَا أوقعه فيها فقَدْ استغني عن معاودته فإن بعض ذَلِكَ يجر إلي بعض، فلا يزال يؤديه من شَيْء إلي شَيْء إلي أن يستاق إليه أجله فيموت وَهُوَ فِي بحر الأماني يعوم، وفِي سبيل الضلال يخوض، ومن ذَلِكَ يخشي سوء الخاتمة نعوذ بِاللهِ منها.
الوسيلة الرابعة: الطمَع، فإِذَا كَانَ الطمَع غالباً عَلَى الْقَلْب لم يزل الشيطان يحسن لَهُ التصنع لمن طمَعَ فِيه حتي يصير المطموع فِيه كأنه معبوده.
وقَدْ قال الرَّسُول ? "إياكم واستشعار الطمَع فإنه يشرب الْقَلْب شدة الحرص ويختم عَلَى القُلُوب بطابع حب الدُّنْيَا، وَهُوَ مفتاح كُلّ سيئة، وسبب إحباط كُلّ حسنة".
هَذَا هُوَ الغاية فِي الْخُسْرَانُ والهلاك.
الوسيلة الخامسة: العجلة فِي الأمور وكثرة الطيش والفشل، وروي عن رسول الله ? أنه قال "الأناة من الله والعجلة من الشيطان".
وروي أنه لما ولد عيسي عَلَيْهِ السَّلام أتت الشياطين إبلَيْسَ فَقَالُوا: أصبحت الأصنام قَدْ نكست رؤوسها فَقَالَ: هَذَا حادث قَدْ حدث مكانكم فطار حتي جَاءَ خافقي الأرض.
فلم يجد شيئاً فوَجَدَ عيسي عَلَيْهِ السَّلام قَدْ ولد وإِذَا الملائكة قَدْ حفت حوله.
فَقَالَ لهُمْ إن نبياً قَدْ ولد البارحة، ما حملت أنثي قط ولا وضعت إلا وأنَا بحضرتها إلا هَذَا فاستيأسوا من عبادة الأصنام بعد هذه اللَّيْلَة ولكن ائتوا بني آدم من قبل الخفة والعجلة.
عصمنا الله وإياكم من الزلل ووفقنا لصالح الْعَمَل وهدانَا بفضله