للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبيل الرشاد وطَرِيق السداد إنه جل شأنه نعم المولي ونعم النصير وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وآله وصحبه أجمعين.

(فَصْلٌ)

الوسيلة السادسة: الفتنة بالدراهم والدنانير وسائر أصناف الأموال والعروض والدواب والعقارات وكل ما يكون فضله عَلَى قدر الحاجة والقوت فهو مستقر الشيطان.

وروي أن الرَّسُول ? لما بعث، قال إبلَيْس لشياطينه: لَقَدْ حدث أمر فانظروا ما هُوَ، فانطلقوا ثُمَّ جاءوا وقَالُوا: ما ندري قال إبلَيْس: أَنَا آتيكم بالخبر.

فذهب وجَاءَ، قال: قَدْ بعث مُحَمَّد ?، قال: فجعل يرسل شياطينه إلي أصحاب الرَّسُول ? فينصرفون خائبين، فيقولون: ما صحبنا قوماً قط مثل هؤلاء، نصيب مِنْهُمْ ثُمَّ يقومون للصلاة فيمحون ذلك.

فَقَالَ إبلَيْس: رويداً بِهُمْ عسي الله أن يفتح لهُمْ الدُّنْيَا فهناك تصيبون حاجتكم منهم.

الوسيلة السابعة: البخل وخوف الفقر فإن البخل هُوَ أصل لكل خطيئة، وروي عن إبلَيْسَ لعنه الله أنه قال: ما غلبني ابن آدم فلن يغلبني فِي ثلاث، آمره أن يأخذ الْمَال من غَيْر حقه وينفقه فِي غَيْر حقه ويمنعه من مستحقه.

وَقَالَ سفيان الثوري: لَيْسَ للشيطان سلاح عَلَى الإنسان مثل خوف الفقر، فإِذَا قبل ذَلِكَ منه أخذ فِي الْبَاطِل ومنع من الحق وتكلم بالهَوَى وظن بربه السُّوء، وَهُوَ من أعظم الآفات عَلَى الدين.

الوسيلة الثامنة: سوء الظن بالمُسْلِمِيْنَ وقَدْ قال تعالى {اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} .

<<  <  ج: ص:  >  >>