للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى إخباراً عما قاله إبلَيْسُ: {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعن أَيْمَانهمْ وَعن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} وَقَالَ: {بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأرض وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} .

اللَّهُمَّ اجعلنا من المتقين الأبْرَار وأسكنا معهم فِي دار القرار، اللَّهُمَّ وفقنا بحسن الإقبال عَلَيْكَ والإصغاء إليك ووفقنا للتعاون فِي طَاعَتكَ والمبادرة إلي خدمتك وحسن الأدب فِي معاملتك والتسليم لأَمْرِكَ والرِّضَا بقضائك والصبر عَلَى بَلائِكَ وَالشُّكْر لنعمائك، وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ المُسْلِمِيْنَ الأحياء مِنْهُمْ والميتين بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وصلي الله عَلَى مُحَمَّد وآله أجمعين.

(فَصْلٌ)

قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكم عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً} الآية

إِذَا فهمت ذَلِكَ فعَلَيْكَ بتحقيق العبودية لله، والتوكل عَلَيْهِ، والافتقار فِي أحوالك إليه، واستعاذتك به من شر عَدُوّكَ وعدوه، فبذَلِكَ تنجو من سلطته، وتنجو من غائلته.

قال الله جَلَّ وَعَلا: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً} وَقَالَ جَلَّ وَعَلا: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} .

فمن تحقق بهذه الصفات العلية من الإيمان بِاللهِ تعالى، والعبودية به والتوكل عَلَيْهِ، واللجَاء والافتقار إليه، والاستعاذة، والاستجارة به، كيف يكون لعدو الله عَلَيْهِ سلطان، والله حبيبه وولي حفظه ونصره.

وفِي وصية رسول الله ? لابن عباس: " احفظ الله يحفظك احفظ الله

<<  <  ج: ص:  >  >>