ومن الآفات المهلكة التي يتأكد تجنبها في رمضان وغيره المدح وله ست آفات أربع في المادح واثنتان في الممدوح الأولى: أنه قَدْ يفرط فينتهي به إلى الكذب. الثَّانِيَة: أنه قَدْ يدخله الرياء إذ لا يكون قَلْبهُ كَذَلِكَ. الثالثة: أنه قَدْ يَقُولُ ما لا يتحققه ولا سبيل له إلى الإطلاع عَلَيْهِ. الرابعة: أنه قَدْ يمدح الظَالِم والفاسق والكافر والمنافق وهَذَا أمر عَظِيم. الخامسة: أنه يحدث في الممدوح كبرًا وإعجابًا، وهما مهلكتان. السادسة: أنه يحدث في الممدوح فتورًا ورضى عن نَفْسهُ، عِنْدَمَا يثني عَلَيْهِ بالْخَيْر، ويحصل معه فرح وسرور، فيقل اجتهاده وتشميره عن الْعَمَل لأنه يظن أنه قَدْ أدرك النهاية وقَدْ وردت أحاديث في ذم المدح في الوجه لمن خيف عَلَيْهِ مفسدة من إعجاب ونحو.
من ذَلِكَ ما ورد عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يُثْنِي عَلَى رَجُلٍ وَيُطْرِيهِ فِي الْمِدْحَ فَقَالَ: «أَهْلَكْتُمْ أَوْ قَطَعْتُمْ ظَهْرَ الرَّجُلِ» . متفق عَلَيْهِ. والإطراء المبالغة في المدح.
وقَدْ بالغ بعض الشعراء الَّذِينَ يتقربون إلى أسيادهم بما يرضيهم طمعًا في الدُّنْيَا، أو اتقاء شرهم، ولولا التحذير عن مثلها لما سقناها نسأل الله العافية: قال المتنبي: