للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدَوَّت بمُسْتَنّ العُلَى نَهَضَاتُهُمْ ... كَزْعَزَعِ رِيحٍ أَوْ كَتَيَّارِ غَيْلَمِ

وَعَمَّا قَلِيلٍ طَبَّقَ الأَرْضَ حُكْمُهُ ... بِأَسْرَعَ مِنْ رَفْعِ الْيَدَيْنِ إِلَى الفَمِ

وَقَدْ حَاكَتْ الأَفْكَارُ عِنْد اصْطِدَامِهَا ... تَلألُؤَ بَرْقِ العَارِضَ المُتَهَزِّمِ

وَلاحَتْ تَبَاشِيرُ الحَقَائِقِ فَانْجَلَتْ ... عَنِ النَّاسِ في الدُّنْيَا شُكُوكَ التَّوَهُمِ

فَلَيْسَ لمُثْرٍ نَقْصُهُ حَقّ مُعْدِمٍ ... وَلا عَرَبِيٍ بَخْسُهُ فَضْلَ أَعَجْمِ

وَلا فَخْرَ لِلإِنْسَانِ إِلا بِدِينِهِ ... وَلا فَضْلَ إِلا بِالتُّقَى وَالتَّكَرُّمِ

آخر: ... هُوَ المَوْتُ فَاصْنَعْ كُلَّ مَا أَنْتَ صَانِعُ

وَأَنْتَ لِكَأْسِ المَوْتِ لا بُدَّ جَارِعُ

أَلا أَيُّهَا المَرْءُ المُخَادِعُ نَفْسَهُ

رُوَيْدًا أَتْدْرِي مَنْ أَرَاكَ تُخَادِعُ

وَيَا جَامِعَ الدُّنْيَا لِغَيْرِ بَلاغِهِ

سَتَتْرُكُهَا فَانْظُرْ لِمَنْ أَنْتَ جَامِعُ

فَكَمْ قَدْ رَأَيْتَ الجَامِعِينَ قَدْ أَصْبَحَتْ

لَهُمْ بَيْنَ أَطْبَاقِ التُّرَابِ مَضَاجِعُ

لَوْ أَنَّ ذَوِي الأَبْصَارِ يَرْعَوْنَ كُلَمَّا

يَرَوْنَ لَمَا جَفَّتْ لِعَينٍ مَدَامِعُ

طَغَى النَّاس مِنْ بَعْدِ النَّبِي مُحَمَّدٍ

فَقَدْ دَرَسْتَ بَعَدْ النَّبِي الشَّرَائِعُ

وَصَارَتْ بُطُونِ المُرْمِلاتِ خَمِيصَةً

وَأَيْتَامُهَا مِنْهُمْ طَرِيدٌ وَجَائِعٌ

وَإِنَّ بُطُونِ المُكْثِرِينَ كَأَنَّمَا

يُنَقْنِقُ فِي أَجْوَافِهِنَّ الضَّفَادِعُ ... >?

<<  <  ج: ص:  >  >>