للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ أنشأ يَقُولُ:

هَبِ الدُّنْيَا تُوَاتِينَا سِنِينَا ... فَتَكْدُرُ تَارَّةً وَتَلِينُ حِينَا

فَمَا أَرْضَى بِشَيْءٍ لَيْسَ يَبْقَى ... وَأَتْرُكُهُ غَدًا لِلْوَارِثِينَا

كَأَنِّي بِالتُّرَابِ عَلَيَّ يُحْثَى ... وَبِالإِخْوَانِ حَوْلِي نَائِحِينَا

وَيَوْمَ تَزْفُر النِّيرَانُ فِيهِ ... وَتُقْسِمُ جَهْرَةً لِلسَّامِعِينَا

وَعِزَّةِ خَالِقِي وَجَلالِ رَبِّي ... لانْتَقَمْنَ مِنَ الْعُصَاةِ أَجْمَعِينَا

لغز في الأَرْض

وَأُمٌّ أَوْلادُهَا فَوْقَ ظَهْرِهَا ... وَفِي بَطْنِهَا أَعْجِبْ بذَلِكَ مِنْ أَمْرِ

أَحَلُّو بِإِجْمَاعِ الأَئِمَّةِ وَطْأَهَا ... وَمَا مِنْ جَمَاعِ قَدْ أَتُوهُ وَلا نُكْرِ

إِذَا حَمَلَتْ مِنْهُمْ بِشَخْصٍ فَلا يُرَى ... لَهُ صُورَةٌ حَتَّى الْقِيَامَةِ وَالْحَشْرِ

في ميزان

وَقَاضِي قُضَاةٍ يَفْصِلُ الْحُكْمَ سَاكِتًا ... وَبِالْحَقِّ يَقْضِي لا يَبُوحُ فَيَنْطِقُ

قَضَى بِلِسَانٍ لا يَمِيلُ وَإِنْ يَمِلْ ... عَلَى أَحَدِ الْخَصْمَيْنِ فَهُوَ مُصَدَّقُ

وفي سمَكَّة

وَذَاتُ جَنَاحٍ لا تَطِيرُ وَلا تَمْشِي ... تُصَادُ وَلَيْسَتْ فِي الطُّيُورِ وَلا الْوَحْشِ

عَلَيْهَا قَمِيصٌ مِن لُجَيْنٍ مُدَبَّجَ ... يُحَاكِي فُصُوصَ الْجَوْشَنِ الْمُحْكَم النَّقْشِ

تَسِيرُ وَلا يَدْنُو مِن الأَرْض جِسْمُهَا ... وَتَسْبِقُ إِنْ شَاءَتْ أَخَا الأَيْدِ وَالْبَطْشِ

وفي الْقَلْب

أَيَا عُلْمَاءَ النَّاسِ هَلْ تُخْبِرُونَنِي ... عَنِ الرَّائِحِ الْغَادِي الْمُقِيمِ الْمُسَافِرِ

يَجُوبُ نَوَاحِي الأَرْضِ فِي عُشْرِ سَاعَةٍ ... وَفِي الْوَكْرِ لَمْ يَبْرَحْ وَلَيْسَ بِطَائِرِ

في آدم

وَذِي حَسَبٍ فِي النَّاسِ لا يُنْكِرونَهُ ... وَلَيْسَ لَهُ فِي النَّاسِ أُمٌّ وَلا أَبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>