للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هِيَ الدُّنْيَا تَمُوجُ كَمَا تَرَاهَا ... بِمَا فِيهَا فَشَأْنَكَ وَالسَّفِينَةْ

آخر: ... إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ غُرُورٌ ... وَالْجُهُولُ الْجَهُولُ مَنْ يَصْطَفِيهَا

مَا مَضَى فَاتَ وَالْمَؤمَّلُ غَيْبٌ ... وَلَكَ السَّاعَةُ الَّتِي فِيهَا

آخر: ... وَمَنْ لَمْ يَعْشَقِ الدُّنْيَا قَدِيمًا ... وَلَكِنْ لا سَبِيلَ إلى الْوُصُولِ

آخر: ... وَمَنْ لَحَظَ الدُّنْيَا بِعَيْنٍ حَقِيرَةٍ ... فَقَدْ لَحَظَ الدُّنْيَا بِعَيْنِ الحَقِيقَةِ

ولِذَلِكَ كثير من أَهْل الأموال قتلتهم أموالهم فَإِنَّهُمْ شرهوا فِي جمعها، واحتاج إليها غيرهم، فَلَمْ يصلوا إلى ذَلِكَ إِلا بقتلهم، أَوْ مَا يقارب ذَلِكَ من إذلالهم وقهرهم والضغط عَلَيْهمْ.

وأما المثال الثاني: وَهُوَ مثال المقتصد فِي جمَعَ الدُّنْيَا، الطالب لحلها، فقَدْ مثل لَهُ - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «إِلا آكلة الخضر» . فكأنه قَالَ ألا انظروا آكلة الخضراء، واعتبروا بشأنها " أكلت حَتَّى إِذَا امتدت خاصرتاها " وعظم جنباها، أقلعت سريعًا " استقبلت عين الشمس " تستمرئ بذَلِكَ مَا أكلت وتجتره " فثلطت " ألقت مَا فِي بطنها من أذى سهلاً رقيقًا.

وفي قوله: «استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت» . ثلاث فَوَائِد أحدها أنها لما أخذت حاجتها من المرعى تركته، وبركت مستقبلة عين الشمس، تستمرئ. الفائدة الثَّانِيَة أنها أعرضت عما يضرها من الشره فِي المرعى، وأقبلت على مَا ينفعها، مِنِ استقبال الشمس التي يحصل لها بحرارتها إنضاج مَا أكلته وإخراجه.

الثالثة: أنها استفرغت بالبول والثلط مَا جمعته من المرعى فِي بطنها، فاستراحت بإخراجه ولو بقي فيها لقتلها، هكَذَا جامَعَ الْمَال مصلحته أن يفعل به كما فعلت هَذِهِ الشاة فتنبه لِذَلِكَ أيها المغفل الجموع المنوع.

شِعْرًا: ... وَإِيَّاكَ وَالدُّنْيَا الدَّنِيَّةَ إِنَّهَا ... هِيَ السِّحْرُ فِي تَخْيِيلِهِ وَافْتِرَائِهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>