١٤٠٠ - حديث:"ولا أقول إنّ أحدًا أفضلُ من يونس بن متّى".
قال ابن مالك: فيه استعمال "أحد" في الإيجاب، لأن فيه معنى النفي، وذلك أنه بمعنى: لا أحد أفضل من يونس.
والشيء قد يعطى حكم ما هو في معناه وإن اختلفا في اللفظ.
فمن ذلك قوله تعالى:(أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر)[الأحقاف: ٣٣]، فأجري في دخول الباء على الخبر مجرى:(أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر)، لأنه بمعناه.
ومن إيقاع (أحد) في الإيجاب المؤول بالنفي قول الفرزدق:
ولو سئلت عني نوار وأهلها ... إذا أحد لم تنطق الشفتان
فأوقع (أحدًا) قبل النفي، لأنه بعده بالتأويل، كأنه قال: إذا لم ينطق منهم أحد.