ومذهب البصريين أنه تصغير أبْنى على وزن أفْعل كأضحى، وهو اسم للجمع، مذهب الكوفيين أنه تصغير ابن مثل أدْل، ووزنه فعْل. ومذهب أبي عبد الله أنه تصغير بنين.
وقال صاحب "النهاية": قد اختلف في هذه اللفظة: فقيل هي تصغير أبْنى كأعمى وأعيمى، وهو اسم مفرد يدل على الجمع، وقيل إنّ ابنًا يجمع على أبناء مقصورًا وممدودًا، وقيل هي تصغير ابن وفيه نظر.
وقال أبو عبيد: هي تصغير بنيّ جمع ابن مضافًا إلى النفس، فهذا يوجب أن يكون صيغة اللفظة في الحديث أُبَيْنِيّ بوزن سُرَيْجِيّ.
وقال ابن الحاجب في "أماليه": الأولى أن يقال إنه تصغير بنيّ مجموعًا، وكان أصله بنين، لأنه يكون أضفته إلى ياء المتكلم فصار بنوي في الرفع، وبنيّ في النصب والجرّ، فوجب أن يقلب الواو ياء ويدغم على ما هو قياسها في مثل قولك: ضاربيّ، وكذلك النصب والجر، ولذلك كان لفظ ضاربيّ في الأحوال الثلاث سواء، كرهوا اجتماع الياءات والكسرة فقلبوا اللام إلى موضع الفاء أبينيّ،، وليس في هذا الوجه إلا قلب اللام إلى موضع الفاء. وهو قريب لما ذكرناه من الاستثقال، وقلب الواو المضمومة همزة، وهو جائز قياسًا، وهذا أولى من قول من يقول إنه تصغير أبناء ردًّا إلى الواحد وروعي مشاكلة الهمزة لأنه لو كان تصغيرًا لقيل أبينائي، ولم يردّ إلى الواحد، لأن (أفعالاً) من جمع القلة فيصغر من غير ردّ كقولك: أحيمال، وهو أيضًا أولى من قول من قال: إنه جمع للأبناء صغّر وجمع بالواو والنون لأنه لا يعرف ذلك مفردًا، فلا ينبغي أن يحمل الجمع عليه، ولأنه لا يجمع أفعل اسمًا جمع التصحيح. انتهى.
٤٦١ - حديث: "سبحان الله عدد خلقه، وسبحان الله رضى نفسه، وسبحان الله زنة