كانت ظروفاً، فوراءك أي تأخر، وأمامك أي تقدّم أو احذر من جهة أمامك. ويجوز أن يقال هما باقيان على الظرفية، إذ هما لا ينصبان مفعولا، كعندك ولديك، فيكون التقدير استقرّ وراءك وأمامك. وكذا مكانك أي الزم مكانك. ويقال: عليك زيداً أي خذه. كان الأصل عليك أخذه. ويقال إليك عني، والأصل ضمّ عملك إليك وتنحّ عني، فاختصر كما ذكرنا".
[مسند أوس الثقفي رضي الله عنه]
[١٨١ - حديث: "كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت".]
قال المزني: هكذا يروي المحدثون بسكون التاء لتأنيث العظام، أو رمَّتْ أي صارت رميمًا، قال والصواب تشديد التاء.
وقال غيره إنما هو أرَمَتْ بوزن ضرَبَتْ، وأصله أرْمَمْتَ أي بَلِيتَ، فحذف إحدى الميمين، كما قالوا في حسست أحسست.
وقيل إنما هو ارْمَتَّ بتشديد التاء على أنه أدغم إحدى الميمين في التاء.
قال ابن الأثير في النهاية: وهذا قول ساقط لأن الميم لا تدغم في التاء أبدًا. وقيل يجوز أن يكون أُرِمَتْ بضم الهمزة بوزن أُمِرَت من قولهم: أرمت الإبل في رم، إذا تناولت العلف وقلعته من الأرض.
وقال ابن الأثير: أصل هذه الكلمة من رمّ الميت وأرمّ إذا بلي، والرمة العظم