قال أبو حيان: والمذهبان متكافئان، وكذا قال الشلوبين والخضراوي، لأنه إن هي لام الابتداء، كان ثباتها واجبًا، وإن قلنا: غيرها، كان ثباتها نوعًا من المجاز والتوسع، والقول بالحقيقة أولى. انتهى.
وقال أبو الحسن بن الربيع في شرح الإيضاح: ذهب أبو علي الفارسي وابن أبي العافية والأستاذ أبو علي: إلى أن هذه اللام دخلت للفرق خاصة، وليست لام الابتداء، وإنما هي عوض التي دخلت للفرق بين النفي والإيجاب فيلزم من هذا أن يكون في قوله صلى الله عليه وسلم:(قد علمنا أن كنت لموقنًا) مفتوحة، ولا تكون مكسورة، لأن المكسورة، لا تقع بعد (علمت) إلا مع لام الابتداء، وهذه ليست لام الابتداء فلا تكسر.
وذهب الأخفش وابن الأخضر وابن ملكون إلى أنها لام الابتداء، ولزمت للفرق، لبقاء اللام في قوله صلى الله عليه وسلم:(قد علمنا إن كنت لموقنًا) إذ لو كانت للفرق خاصة، لزالت عند فتح (أن) على قولهم، لدخول (علمت)، لأن المفتوحة لا تكون نفيًا، فيدخل اللام للفرق.
وفي هذا الحديث: أنه خطب فقال: (أما بعد).
قال الكرماني: فإن قلت كلمة (أما) لابد لها من أخت فما هي، إذا وقعت بعد الثناء على الله كما هو العادة في الخطب، قلت: الثناء والحمد المقدم عليه، كأنه قال: أما الثناء على الله فكذا، وأما بعد فكذا، ولا يلزم في سماعه أن يصرح بلفظة (أما) بل يكفي ما يقوم مقامه.
١٥٢١ - حديث:"جئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار، فدعاني ثم قال: إخ إخ ليحملني خلفه".