والثاني: ضمير الشأن المحذوف من إنّ المكسورة المثقلة كقول الشاعر:
فلا تخذل المولى وإنْ كان ظالمًا ... فإنّ به تنأى الأمور وتقربُ
التقدير: فإنه به، وله في الأحاديث نظائر.
قوله:(ما منكم رجل يقرب وضوءه فتمضمض واستنشق فينتثر إلاّ خرجت خطايا وجهه).
قال الطيبي: المستثنى منه مقدر، أي: ما منكم رجل يتصف بهذه الصفة كائن على حال من الأحوال إلا على هذه الحالة. وعلى هذا المعنى ينزل سائر الاستثناء وإن لم يصرح بالنفي فيها، لكونها في سياق النفي بواسطة ثم العاطفة.
قوله:(فإنْ قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجّده بالذي هو أهله، وفرّغ قلبه لله، إلا انصرف من خطيئته كهيئة يوم ولدته أمه).
قال الطيبي: إنْ شرطية، والضمير المرفوع بعدها، رافعه فعل مضمر يفسره ما بعده، فلما حذف أبرز الضمير المستكن فيه، وجواب الشرط محذوف وهو المستثنى