وهذا أبلغ من صريح النهي، كأن المطلوب قد حصل، وهو يخبر عن حصوله، فيكون النهي تأكيدًا للأمر، كأنه قيل: احذروهم ولا تتعرضوا، لما إن تعرضتم له يضلونكم كقوله تعالى:(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة)[الأنفال: ٢٥]، وقوله تعالى:(فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها)[طه: ١٦].
[١٣٢٣ - حديث:"الصوم لي وأنا أجزي به، يذر طعامه وشرابه وشهوته من أجلي".]
قال في النهاية: أي: من أجلي، وأصله من جزاي فحذفت النون وخفف الكلمة وكثيرًا ما يرد هذا.
قال القاضي عياض: فيه حجة لمن صحح إظهار ضمير الجمع والتثنية في الفعل إذا تقدم وحكموا فيها قول من قال من العرب وهم بنو الحارث: أكلوني البراغيث. وعليه حمل الأخفش شوقه تعالى:(وأسروا النجوى الذين ظلموا)[الأنبياء: ٣]، وأكثر النحاة يأبون هذا – وهو مذهب سيبويه – ويتأولون هذا ومثله، ويجعلون الاسم بعده بدلاً من الضمير، ولا يرفعونه بالفعل، كأنه قال: لما أسروا النجوى، قال: من هم؟ قال: الذين ظلموا.
وقال القرطبي: الواو في قوله: (يتعاقبون) علامة الفاعل المذكر المجموع على