قط في وقت أكثر منا في ذلك الوقت ولا آمن منا فيه، وجاز إعمال ما بعد "ما" في ما قبلها إذ كانت بمعنى ليس، كما جاز تقديم خبر ليس عليه.
وقوله: وآمنه: قال الكرماني: بالرفع ويجوز النصب بأن يكون فعلاً ماضيًا وفاعله الله، وضمير المفعول النبي صلى الله عليه وسلم، والتقدير: وآمن الله نبيه حينئذ. قال الحافظ ابن حجر: ولا يخفى بُعْد هذا الإعراب.
قلت: هذا ذكره الأشرفي، وقال الطيبي: إنه مستضعف جدّا، وقال المظهري: ما: مصدرية ومعناه الجمع لأن ما أضيف إليه أفعل يكون جمعًا وآمنه: عطف على أكثر، والضمير فيه راجع إلى (ما)، والواو في قوله: ونحن: للحال، والمعنى صلى بنا والحال أنّا أكثر أكواننا في سائر الأوقات عددًا وأكثر أكواننا في سائر الأوقات أمْنًا، وإسناد الأمن إلى الأوقات مجاز.
[٣١٩ - حديث:"صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر بمنى أكثر ما كان الناس وآمنه ركعتين".]
قال أبو البقاء: أكثر وآمن: منصوبان نصب الظرف، والتقدير: زمن أكثر، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، أي أكثر كون الناس، وأما آمنه بالهاء فعائدة على آمن الناس، وهو مفرد، ويجوز أن يعود على الكون الذي أضيف أكثر إليه، وهو أوجه.