[٥٣٤ - حديث:"صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة".]
قال الكرماني: أي في ليلة ولفظ ذات: مقحم، وقال الزمخشري: هو من باب إضافة المسمى إلى اسمه، وقال الطيبي:"ذات يوم" ظرف بمعنى الاستقرار في الخبر، وذات يجوز أن يكون صلة، وذات يوم يفيد من التوكيد ما لا يفيده لو لم يذكر لئلا يوهم التجوز أي مطلق الزمان، نحو قولك: رأيت نفس زيد، وقولك رأيت زيدًا نفسه، فذات من ظروف الزمان التي لا تتمكن، تقول: لقيته ذات ليلة وذات غداة وذات عشاء وذات مرة، وحمل التأنيث فيها على الحالة، انتهى. وفي حديث إبراهيم: ثنتين منهن في ذات الله، قال الزركشي أي في الله وكذا قول خبيب:
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يباركْ على أوصال شلو ممزَّعِ
٥٣٥ - حديث:"أن هلال بن أمية قذف امرأته بشريط بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة أو حدًّا في ظهرك".
قال الزركشي والكرماني: بنصب البينة على إضمار فعل أحضر البينة، ويروى برفعهما. وقال التوربشتي: أي أقم البينة وقوله: أو حدًّا، وفي رواية وإلاّ حدّ، والتقدير إن لم تقم البينة فيثبت حدّ في ظهرك، وقال ابن مالك: تضمن هذا الحديث حذف فعل ناصب البينة وحذف فعل الشرط بعد (إنْ لا)، وحذف الجواب والمبتدأ معًا، والأصل أحضر البينة وإن لا تحضرها فجزاؤك حدّ في ظهرك. والنحويون لا يعترفون