فإن قلت: هو متعدّ إلى مفعول واحد، فما هذا الضمير؟ قلت: هو من باب وصل الفعل، أي: يشاك بها، فحذف الجار وأوصل الفعل الضمير.
(الشوكة) مبتدأ، و (يشاكها) خبره. ورواية الجر ظاهرة، والضمير في (يشاكها) مفعوله الثاني، والمفعول الأول مضمر، أي: يشاك المسلم تلك الشوكة.
١٦٣٤ - حديث:"ليأتينّ على القاضي العدل يوم القيامة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة".
قال الطيبي:(يوم القيامة) قيل: هو فاعل (ليأتين)، و ((يتمنى)) حال من المجرور. والأوجه أن يكون حالاً من الفاعل، والراجع محذوف، أي: يتمنى فيه. ويجوز أن يكون (يوم القيامة) منصوبًا على الظرف، أي ليأتين عليه يوم القيامة من البلاء ما يتمنى أنه لم يقض، فإذن (يتمنى) بتقدير: ((أن))، وقد عبر عن السبب بالمسبب، لأن البلاء سبب التمني.
[١٦٣٥ - حديث:"كيف تجدك".]
قال الزركشي: بالتاء المثناة في أوله، أي: كيف ترى نفسك من مرضك وهو من (وجدت) بمعنى (علمت)، ولذلك عداها إلى ضمير المخاطب، تقديره: كيف تجد نفسك، ولا يستعمل ذلك إلا مع هذه الأفعال القلبية خاصة، ولا يقال: ضربتُني ولا تضربُك، وإنما يقال: ضربت نفسي، وتضرب نفسك، ويقال: وجدتُني، وتجدُك، وظننتُني، وتظنُّك.
وقال الطيبي:(تجد) من أفعال القلوب، ولذلك تجد فيه الفاعل والمفعول، و (كيف) سؤال عن الحال، أي: على أي حال تجد نفسك.