وقال الطيبي: قوله: (أحد الكاذبين) من باب قولك: العلم أحد اللسانين، والخال أحد الأبوين.
٤٠٥ - حديث:"كيف تقول في الضبِّ؟ فقال: أمَّةٌ مسخت من بني إسرائيل، فلا أدري أيَّ الدواب مسخت".
قال أبو البقاء: قوله: (أمة مسخت) هو مبتدأ وما بعده الخبر، فإن قيل: فـ (أمة) نكرة، فكيف يُبتدأ بها؟ قيل: فيه جوابان أحدهما: أن (مسخت) نعت لـ (أمة) و (من بني) خبره، والنكرة إذا وصفت جاز الابتداء بها. والثاني أن (مسخت) الخبر، لأن (أمة) وإن كانت نكرة فقد أفاد الإخبار عنها فهو في المعنى كقوله: مسخت أمة.
وأما قوله:(أيّ الدواب) فهو منصوب بـ (لا أدري) لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، وفي انتصابه وجهان: أحدهما: هو حال تقديره: مسخت الأمة على وصف كذا، كما تقول: كيف جئت؟ أي ماشيًا أم راكبًا. والثاني: أن يكون مفعولاً، ويكون (مسخت) بمعنى صيرت أي: لا أدري أصيرت ضبًّا أم غيره.
مسند سَوادة بن الربيع
٤٠٦ - حديث:"مُرْ بنيك فلْيُقَلِّموا أظافيرهم لا يعبطوا بها ضروع مواشيهم".
قال في "النهاية": المراد: أن لا يعبطوا، فحذف أن وأعملها مضمرة، وهو قليل.