أمواتًا)، جاز حذف أحدهما لأنه مبتدأ فى الأصل فيحذف كالمبتدأ. فإن قلت: هذا مخالف لقوله في المفصل وفي سائر مواضع الكشاف: لا يجوز الاقتصار على أحد مفعولي الحسبان.
قلت: روي أيضًا عنه أنه إذا كان الفاعل والمفعول عبارة عن شيء واحد جاز الحذف، فأمكن الجمع بينهما بأن القول: يجوز الحذف فيما إذا اتحد الفاعل والمفعول بمعنى، والقول بعدمه فيما إذا كان بينهما الاختلاف، والحديث من القسم الأول، إذ تقديره: رأيت نفسي معترضة، وهذا من دقائق النحو، إذ أعطى الرؤية التي بمعنى الإبصار حكم الرؤية التي من أفعال القلوب.
قال: وقوله: (بئسما عدلتمونا)، (ما) نكرة موصوفة مفسرة لفاعل بئس. والمخصوص بالذم محذوف وهو نحو: عدلكم.
[١٥٨١ - حديث:"شبهتمونا بالحمر والكلاب".]
قال ابن مالك: المشهور تعدية "شبه" إلى مشبه ومشبه به دون باء، كقول امرئ القيس:
فشبهتهم في الآل حين ذهابهم ... حدائق دوم أو سفينا مقيرا
ويجوز أن يعدى إلى الثاني بالباء، فيقال: شبهت كذا بكذا، ومنه قول أم المؤمنين رضي الله عنها:"شبهتمونا بالحمر والكلاب". ومنه قول الشاعر: