ولم يقل: لسررت بذلك، ففي ذلك ثلاثة مسائل: ندبة المضاف، والندبة إليها لعدم اللبس، وحذف جواب (لو) اللهم إلا أن تجعل للتمني، ووجه رابع: وهو عدم كناية المتكلم عن نفسه، ولم يقل: لو رأيتني. انتهى.
[١٧١٥ - حديث:"قال ابن الشجري في أماليه: قال أبو عبيدة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " إن المهاجرين قالوا: يا رسول الله، إن الأنصار قد فضلونا، إنهم آوونا وفعلوا بنا وفعلوا، فقال: ألستم تعرفون ذلك لهم؟ قالوا: بلى، قال: فإن ذلك".]
قوله: "فإن ذلك"، معناه: فإن ذلك مكافأة منكم لهم، أي معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مكافأة لهم. فقوله عليه السلام: "فإن ذلك" يريد به هذا المعنى صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبيدة: وهذا اختصار من كلام العرب، يكتفى منه بالضمير، لأنه قد علم ما أراد به قائله.
وروى أن رجلاً جاء إلى عمر بن عبد العزيز فجعل يمت بقرابته، فقال عمر: فإن ذاك. ثم ذكر حاجته فقال: لعل ذاك. لم يزده على أن قال: فإن ذاك ولعل ذاك. أي: إن ذاك كما قلت، ولعل حاجتك أن تقضى.