قال النووي: المشهور في (النار) النصب، فالفاعل ضمير الشارب، والنار المشروب. يقال: جرجر فلان الماء، إذا جرعه جرعًا بصوت. أي: كأنما يجرع نار جهنم، وأما بالرفع فمجاز، لأن نار جهنم لا تجرجر في جوفه حقيقة.
وقال الزركشي: روي بالنصب والرفع، فمن نصب جعل الجرجرة بمعنى الصبّ أي، إنما يصب في بطنه نار جهنم، ومن رفع فالجرجرة الصوت وفي رواية (يجرجر نارًا من جهنم) وهو يقوي رواية النصب.
وقال ابن السيد: من رفع فعلى خبر (إنّ)، وجعل (ما) بمعنى الذي، كأنه قال: الذي يجرجر في بطنه نار جهنم. ومن نصب، جعل (ما) صلة. لأن قوله تعالى:(إنما صنعوا كيد ساحر) برفعه ونصبه على الوجهين.
قال: ويجب إذا جعلت (ما) بمعنى الذي أن تكتب منفصلة من (أن).
[١٦٨٦ - حديث:"كان يأمرني أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر أولها الاثنين والخميس".]
قال الأشرفي: القياس من جهة العربية: الاثنان بالألف مرفوعًا على أنه خبر للمبتدأ الذي هو (أولها).
لكن يمكن أن يقال: جعل اللفظ المثنى علمًا لذلك اليوم، فأعرب بالحركة لا بالحرف. أو يقال: تقديره: أولهما يوم الاثنين، فحذف المضاف، وأبقي المضاف إليه على حاله.