محبوبين مبغوضين مقربين مبعدين، وهو غير جائز، ووجه الملزوم أنه أضاف الأحب والأبغض إلى المخاطبين، فيلزم أن يكونوا مشتركين في أصل ما أضيف إليه من المحبة والبغضاء، والجواب: أن المضاف إليه في هذه المواضع يجب أن يكون مختصًّا في أصل المعنى الذي دل عليه أفعل، فيكون في قوله (أحبكم) أحب المحبوبين منكم، وكذلك في الباقي.
ويجوز أن يقدر مضاف محذوف كأنه قيل: أحب محبوبكم، وكذا في الباقي، ويكون الدليل على ذلك ما علم من لغتهم من أنهم لا يطلقون أفعل التي للمفاضلة، إلا على ذلك. انتهى.
[مسند أبي جحيفة رضي الله عنه]
[٩٨٠ - حديث:"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة فأتى بوضوء فتوضأ فصلى بنا الظهر والعصر وبين يديه عنزة والمرأة والحمار يمرون من ورائها".]
قال ابن مالك: المشكل من هذا الحديث قوله: (والمرأة والحمار يمرون). فأعاد ضمير الذكور العقلاء على مؤنث ومذكر غير عاقل. والوجه فيه أنه أراد: والمرأة والحمار وراكبه، فحذف الراكب لدلالة الحمار عليه، مع نسبة مرور مستقيم إليه،