وقال الكرماني: فإن قلت: الرهبة تستعجل بمن، يقال: رهبة منك، قلت: إليك متعلق، أي هو متعلق برغبة، وأعطى الرهبة حكمها، والعرب كثيرًا تفعل ذلك كقوله:
ورأيت بعلكِ في الوغى ... متقلدًا سيفًا ورمحا
وقوله: علفتها تبنًا وماءً باردًا.
وقوله:(لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك): فيه خمسة أوجه، مثل لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم إنْ كانا مصدرين، يتنازعان في (منك) وإن كانا مكانين فلا، إذ اسم المكان لا يعمل، وتقديره لا ملجأ منك إلى أحد، ولا ملجأ إلا إليك.
١٩٨ - حديث قتلِ أبي رافع، قوله:"مالك".
قال الكرماني: ما للاستفهام مبتدأ، ولك خبره، قال: وقوله (لأمِّك الويلُ) القياس أن يقال على أمك الويل.
قوله:(فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع) قال الخطابي: هكذا روي، وإنما حق الكلام أن يقال: نعاي أبا رافع، أي انعوا أبا رافع، يقال: نعاه فلان، أي انعه، كقولهم: دراك فلان، أدركوا، وكذا قال ابن بطال، جعل دلالة الأمر فيه علامة لجر آخره بغير تنوين كما قالت العرب من أدركها دراكها، ومن قطمت قطام.