البلدين حكموا عليها بالتركيب كما تقدم فلزمت الفتح لثقل التركيب. وبذلك فارقت المضاعف الذي لا تركيب فيه، ولغة بني تميم تقوي التركيب إذْ لا يكون فعلاً إلا بالتركيب، ويضعف كونه اسم فعل لمنافاة الفعل لاسم الفعل: إذْ لا يمكن الحكم عليه بكونه فعلاً واسم فعل، فيكون على لغة أهل الحجاز اسم فعل غير مركب، وعلى لغة بني تميم فعلاً مركبًا.
ويقال بأن ركب أي لما ركب حذفت له بالتركيب معنى غير هلم المفردين، فلذلك صار اسم فعل وبقي على اتصال ضمائر المرفوع البارز من خصائص الأفعال، فلذلك حكم عليه بالفعلية لوجود خصائصه فيه، وتأتي متعدية وغير متعدية، وفي التنزيل:(هلم شهداءَكم) أي أَحْضِرُوا، وهلمّوا إلينا أي أقبلوا إلينا وتعالوا.
وحكى الأصمعي: هلمّ إلى كذا، فيقال: لا أهلم إليه، وهلمّ كذا، فيقال: لا أهلمه، يتعدى بنفسه وبإلى، وفتحت همزة المتكلم في المضارع وإن كان لفظه رباعيًا نظرًا إلى أصله قبل التركيب وهو ثلاثي، وهو شاذ لأن الأصل بعد التركيب غير مراد فالقياس ضمة الهمزة، انتهى.
٢٤٣ - حديث:"إنّ جابرًا قد صنع لكم سؤرًا فحيّ هلاكم".
قال النووي: هو بتنوين (هلا)، وقيل بلا تنوين على وزن (على)، ويقال حيّ هل، ومعناها: عليكم بكذا، أو ادع بكذا.
قال أبو عبيدة وغيره: وقيل معناها أعجل به، وقال الهروي: معناه: هات، انتهى.
وقال ابن يعيش في شرح المفصل: مركب من حيّ وهل، وهما صوتان معناهما