قال الكرماني: دميت: صفة للأصبع المستثنى من أعم عام الصفة، أي ما أنت بأصبع موصوفة بشيء إلا بأن دميت، كأنها لما توجعت خاطبها على سبيل الاستعارة أو الحقيقة معجزة مسلية لها، أي تثبّتي فإنك ما ابتليت بشيء من الهلاك والقطع سوى أنك دميتِ ولم يكن ذلك هَدْرًا بل كان في سبيل الله ورضاه.
وقال الزركشي: ما: موصولة بمعنى الذي، أي الذي لقيته محسوب في سبيل الله.
وقال النووي: الرواية المعروفة بكسر التاء وبعضهم أسكنها.
٣١٤ - حديث:"من صلى الصبح فهو ذمّة الله عز وجل فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه مَنْ يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبّه على وجهه في نار جهنم".
قال أبو البقاء: يجوز في (يكبه) ثلاثة أوجه: أحدها ضمّ الباء على أنه مستأنف أي هو يكبُّه، كقوله تعالى:(وإنْ يقاتلوكم يولُّوكم الأدبارَ ثم لا ينصرون)[آل عمران: ١١١]. والثاني: فتح الباء على أنه مجزوم معطوف على جواب الشرط. والثالث: كسر الباء جزمًا أيضًا، وجاز فتح الباء وكسرها لالتقاء الساكنين كقولك: مدَّه ومدِّه، ودليل الجزم قوله تعالى:(وإن تتولوا يستبدلْ قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)[محمد: ٣٨] انتهى.