يهرقه إهراقًا، على أفعل يفعل إفعالاً، قد أبدلوا من الهمزة الهاء ثم ألزمت فصارت كأنها من نفس الحرف، ثم أدخلت الألف بعد الهاء وتركت الهاء عوضًا من حذفهم حركة العين. وفيه لغة ثالثة: أهراق يهريق إهراقًا فهو مهريق.
وقال ثعلب في فصيحه:(هرقت الماء فأنا أهريقه، بضم الألف وفتح الهاء، فإذا أمرت قلت: هرق ماءك، وكذا أرقت الماء فإنها أريقه، وإذا أمرت قلت: أرق ماءك، وهو الأصل).
[١٥٧٩ - حديث:"عقرى حلقى".]
قال ابن فلاح في المغني: يقولون: عقرًا حلقًا أي: عقر الله جسده أي جرحه وأصاب حلقه وجع، وربما قالوا: عقرى حلقى بغير تنوين، وهو من المصادر التي يجب إضمار فعلها لكثرة الاستعمال، ومثله سقْيًا ورعيًا في الدعاء له، وخيبة وجدعًا وبؤسًا وبعدًا وسحقًا في الدعاء عليه. والخيبة عبارة عن عدم المطلوب، والجدع قطع الأنف والأذن واليد والشفة، والبؤس الفقر، والسحق البعد، انتهى.
وقال الأزهري: قال أبو عبيدة (عقرى حلقى) معناه عقرها الله وحلقها، أي عقر جسدها وأصابها بوجع في حلقها هذا على ما يرويه المحدثون والصواب: عقرًا حلقًا، أي مصدرين بالتنوين فيهما على مذهب العرب في الدعاء على الشيء من غير إرادة وقوعه.
قال شمر: قلت لأبي عبيدة: لم لا تجيز (عقرى)؟ فقال: لأن (فعلى) يجيء نعتًا ولم يجئ في الدعاء، وهذا دعاء، فقلت: روى ابن شميل عن العرب (مُطَّيْرى)، وعقرى أخف منها، فلم ينكره. هذا آخر كلامه.