قال الخطابي: هو تصغير غلمة، وكان القياس غليمة، لكنهم ردّوه إلى أفعلة، فقالوا أغيلمة كما قالوا أصيبية في تصغير صبية، وقال الجوهري الغلام جمعه غلمة وتصغيرها أغيلمة على غير مُكَبَّرِه، وكأنهم صغّروا أغلمة وإن كانوا لم يقولوا.
٥٢٧ - حديث:"من سمع المناديَ فلم يمنعه من اتباعه عذرٌ - قالوا: وما العذر، قال: خوف أو مرض - لم تقبل منه الصلاة التي صلى".
قال الأشرفي: لم تقبل خبر للمبتدأ، وهو قوله من سمع المنادي، وما توسط بينهما من السؤال والجواب اعتراض من الراوي.
[٥٢٨ - حديث:"التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى، ... ".]
قال الكرماني: الضمير في التمسوها مهم، يفسره ليلة القدر، كقوله تعالى:(فقضاهن سبع سماوات)[فصلت: ١٢]، وهو تمييز ضمير الشأن، ومفسّره لا بد أن يكون جملة، وهذا مفرد، فإن قلت لم وصف العشر بلفظ الجمع وهو الأواخر. قلت: لعله أراد الأعشار كما يقال الدرهم البيض، أو أيام العشر الأواخر، فوصف به باعتبار الأيام، وقوله في تاسعة بدل من العشر وتبقى صفة لتاسعة.
وقال ابن مالك: هي ليلة إحدى وعشرين، وقوله في سابعة تبقى: هي ليلة ثلاث وعشرين، وفي خامسة تبقى: هي ليلة خمس وعشرين، على طريقة العرب في التاريخ إذا جاوزوا نصف الشهر، فإنّما يؤرخون بالباقي منه لا بالماضي.