وقال الأندلسي في "شرح المفصل": قد يفهم النفي من ألفاظ كثيرة في كلامهم: نحو: لله درّه فارسًا، ومررت برجل أي رجل، وسبحان الله، واعجبوا لزيد، وويل أمه رجلاً، ويا منه رجلاً، ولم أر كاليوم منظرًا، ويالك فارسًا، وغير ذلك، وفي رواية البخاري: فلم أر منظرًا كاليوم قطّ أفظع، قال الحافظ ابن حجر: أي لم أر منظرًا مثل منظر رأيته اليوم، فحذف المرئيّ وأدخل التشبيه على اليوم لبشاعة ما رأى فيه وبعده عن المنظر المألوف، وقيل الكاف هنا اسم، وتقديره ما رأيت مثل منظر هذا اليوم منظرًا، ومنظر تمييز. وقال الزركشي: روي برفع أفظع ونصبه، وجوّز الخطابي وجهين: أن يكون بمعنى فظيع كأكبر كبير، وأن يكون أفعل التفضيل على بابه، أي منه ثم حذف.
٥٣١ - حديث:"أُرِيت النار، أكثر أهلها النساء يكفرن ... ".
قال الكرماني: أريتُ بضم الهمزة وضم التاء، وهو بمعنى التبصر، والضمير هو القائم مقام المفعول الأول، والنار التي أكثرها النساء هو المفعول الثاني، والموصول بصلته صفة لازمة للنار، لا صفة محضة، إذ ليس المراد تخصيص نار بهنّ، و"يكفرن" استئناف كلام، كأنه جواب سؤال سائل، لم يا رسول الله، وفي بعض الروايات: أريت النار فرأيت أكثر أهلها النساء بزيادة (فرأيت) وفي بعضها رأيت النار أكثر أهلها النساء بدون فرأيت، وهو بفتح أكثر والنساء، فيكون أكثر بدلاً من النار، والنساء هو المفعول الثالث، وأرأيت بمعنى أعلمت بضمها، فيكون أكثر مبتدأ والنساء خبره، والجملة الاسمية حال بدون الواو، نحو قوله تعالى:(اهبطوا بعضكم لبعض عدو)[البقرة: ١٣٦]. وفي بعضها "بكفرهن" والباء للسببية وهي متعلقة بأكثر أو بفعل الرؤية