وقال الشيخ أكمل الدين في شرح المشارق: روي بالسكون والرفع، أما السكون فيهما فعلى الشرط والجزاء، وأما الرفع في الأول فبجعل (من) موصولة، ويجرد الفعل حينئذ عن العوامل اللفظية، وكذلك في الثاني، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي فهو لا يرحم.
وقوله:(من لا يرحم) على كل واحد من التقديرين يوجه على معنيين، أحدهما: أن ينزل الفعل المتعدي منزلة اللام، أي من لا يكون من أهل الرحمة كما في قوله تعالى:(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)[الزمر: ٩].
والثاني: أن يكون كنّى به عن الفعل مع مفعول، أي: من لا يرحم الناس.
وقد عرف ذلك في المعاني، ويؤيد هذا الوجه رواية جابر:"من لا يرحم الناس لا يرحمه الله".
١٤٢٠ - حديث:"لأنا بهم أو ببعضهم أوثقُ مني بكم أو ببعضكم".
قال المظهري:(أنا) مبتدأ، و (أوثق) خبره، و (مني) صلة أوثق، والباء في (بهم) مفعوله، و (أو) عطف على (بهم)، والباء في (بكم) مفعول فعل مقدر يدل عليه (أوثق) و (أو) في (أو ببعضكم) عطف على بكم، أو متعلق أيضًا إذ هو في قوة الوثوق وزيادة، فكأنه فعلان جاز يعمل في مفعولين، أو بآخر دل عليه الأول، والمعنى: وثوقي واعتمادي بهم أو ببعضهم أكثر من وثوقي بكم أو ببعضكم.
١٤٢١ - حديث:"لا تصوم المرأة وبعلُها شاهدٌ إلا بإذنه".