[٤٨٠ - حديث أسلم:"يا لها الله وعنك عفو الله لها أما والله ما قلته ولكن الله قاله".]
قال الشيخ بهاء الدين السبكي في "عروس الأفراح": إذا ولي المسندُ إليه حرف النفي نحو: ما أنا قلت هذا، أي: لم أقله مع أنه مقول لغير، فإنه يفيد نفي الفعل عنك وثبوته لغيرك، فلا تقول ذلك إلاّ في شيء ثبت أنه مقول، وتريد نفي كونك قائلاً له، ومنه اسم الفاعل نحو قوله تعالى:(وما أنت بهاد العمي)[الروم: ٥٣ والنمل: ٨١]، وفي الفعل قوله صلى الله عليه وسلم:(ما أنا حملتكم ولكنّ الله حملكم)، وقال المتنبي:
وما أنا أسقمت جسمي به ... ولا أنا أضرمت في القلب نار
أنه ليس هو الجالب للسقم بل غيره جلبه، ولذلك لا يصحّ: ما أنا فعلت ولا أحد غيري، لمناقضة منطوق النافي مفهوم الأول، ولا يقال: ما أنا رأيت أحدًا من الناس، ولا ما أنا ضربت إلاّ زيدًا، بل يقال: ما رأيت أنا أحدًا من الناس، و: ما ضربت أنا إلا زيدًا، لأن المنفي في الأول الرؤية الواقعة على كل أحد، وفي الثاني الضرب الواقع على سوى زيد، وسبق أن ما يفيد التقديم ثبوته لغير المذكور هو ما نفي عن المذكور، فيكون الأول مقتضيًا، لأن إنسانًا غير المتكلم ضرب غير زيد وكلاهما محال.
٤٨١ - حديث:"من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صُبَّ في أذنيه الآنُك".
قال الشيخ أكمل الدين: الواو في قوله (وهم) للحال، وذو الحال فاعل استمع، والذي سوّغ ذلك تضمنها ضميره، ويجوز أن يكون صفة للقوم، والواو لتأكيد لصوق